تأتي فكرة معرض "بورتريه" الذي افتتح في "ستال غاليري" في مسقط يوم الأحد 8 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، من الأثر الذي تركته وجوه معيّنة في حياة الفنانين المشاركين، وعلاقتهم بهذه الزاوية التي تعتبر الأكثر تعبيراً عن المشاعر الإنسانية.
شمل المعرض أعمالاً لفنانين عُمانيين ومن العالم على خامات مختلفة وهم: حسن مير، وعالية الفارسي، وسليم سخي، وسامي السيابي، وسارة البلوشي، ورقية عبد الله، وروان المحروقي، واستبرق الأنصاري، وهيذر فورد (بريطانيا)، وديبجاني باردواج (الهند)، زهرة سليماني (إيران)، الذين عبّروا من خلال فن البورتريه عن علاقة شخصية تربطتهم بأصحاب "وجوه" وجدوا فيها تعبيراً عن حالتهم الفنية والإنسانية.
في حديث لـ"العربي الجديد"، يقول الفنان حسن مير المدير الفني لـ"ستال غاليري" إن فكرة المعرض جاءت من خلال "اختيار مجموعة من الفنانين الذين يشتغلون على فن "البورتريه" أصلاً، من مختلف التوجهات، وجرى اختيار مجموعة منهم لمعرض هذا العام على أن يكون معرضاً سنوياً يحتفي ببعض الشخصيات المؤثرة في حياة الفنانين، بحيث يتم تجديد الأسماء سنوياً بغرض تنويع الأسماء المشاركة والوجوه المعبرة عن فكرة المعرض".
وعن أعماله الشخصية المشاركة في المعرض ببورتريهات لشعراء عُمانيين منهم سماء عيسى وعبد الله البلوشي، يقول مير بأنه حاول من خلالها أن "يعكس الأثر الفني لشخصيات مؤثرة في حياته، عاشرها وتفاعل معها في فترات معينة من مسيرته". ويضيف بأنه "عندما يرسم الفنان شخصية معينة، يدرس تفاصيل ومكونات وجهها ومشاعرها، لتنعكس على اللوحة مع تفاصيل دقيقة أو إشارات وملامح إيحائية تظهر على العمل الفني".
الفنانة عالية الفارسي تخبرنا بدورها عن علاقتها بفن البورتريه: "سبق أن رسمت الكثير من البورتيريهات، وأغلبها كانت عن المرأة العمانية بأزيائها الزاهية والجميلة، ولم تكن شخصيات معروفة، بعضها من الخيال وبعضها لأناس من المناطق التي كنت أزورها كثيراً لشغفي الكبير بالمناظر الطبيعية وبالوجوه في الريف والقرى، بعدها بدأت برسم بورتريهات لوجوه متأملة وهادئة وفي حالة سلام مع ذاتها إثر زيارتي لبلدة قونيا في تركيا عام 2014".
وتضيف الفارسي بأنها شاركت بأربع لوحات في المعرض الحالي هي "وجوه لشخصيتين من الخيال، وشخصيتين من الأشخاص المؤثرين في حياتي، وبطبيعة الحال وكعادتي لا أصرح بأسماء أو مواضيع اللوحات التي أرسمها، لأترك لخيال المشاهد التعمق في معانيها".
يذكر بأن هذا المعرض يمثل افتتاحاً للموسم الفني 2017 – 2018 لـ"ستال غاليري"، الذي يسعى إلى إبراز أعمال فنية نوعية لفنانين عُمانيين وعالميين، وتنظيم ورش عمل وتوفير تفرغ لفنانين ارتبطوا بعلاقة ما مع المكان العُماني، أو من خلال التعاون مع مؤسسات أجنبية، مثل "معهد غوته" وصالة "ايه. بي" في سويسرا، بحيث يكون حاضنة لأفكار جمالية تساهم في خلق حالة فنية في بلد تهتم ساحته الفنية بالتجارب المعاصرة وتسعى لإقامة حوار معها.