نجح "بنفيكا" في التأهل إلى نهائي الدوري الأوروبي، للمرة الثانية على التوالي، بعد إقصائه "يوفنتوس" رغم نتيجة التعادل السلبي الذي فرضه لاعبوه عن جدارة واستحقاق، ومنعوا بذلك "يوفنتوس" من فرصة الظفر باللقب الرابع في تاريخهم في هذه البطولة، ليملك "بنفيكا" فرصة ذهبية من أجل حصد اللقب الأول في تاريخه في النهائي الثالث له.
دخل الفريقان الشوط الأول بقوة وخصوصاً من جانب "بنفيكا" الذي سارع إلى مباغتة "يوفنتوس" بهدف السبق وقتل المباراة باكراً، لكنه اصطدم بدفاع قوي من "اليوفي" قبل أن يتراجع الفريق البرتغالي ويترك الساحة لخصمه الذي يبحث جاهداً من أجل استعادة رونقه الأوروبي الذي فقده منذ العام 1996 عندما فاز ببطولة دوري الأبطال.
وكما كان متوقعاً لم يترك "يوفنتوس" متنفساً واحداً لخصمه كي لا يُلدغ من الحجر نفسه مرة ثانية ويتحول الأمل إلى كارثة وطنية في إيطاليا. لذلك ضغط صاحب الأرض والجمهور بشكل كبير من أجل هز الشباك وتسجيل الهدف المطلوب من أجل الوصول إلى النهائي.
ورغم الضغط المُرعب الذي شكله "يوفنتوس" واستحواذه على الكرة في معظم فترات الشوط الأول، إلا أن "بنفيكا" أثبت أنه من طينة الكبار لأنه أقفل منطقته الدفاعية ومنع هجمات "يوفنتوس" من تشكيل الخطورة المطلوبة، الأمر الذي أربك فريق "السيدة العجوز" وأرغم لاعبيه على التسديد من خارج المنطقة لكسر خطة الدفاع العتيد.
وبدا واضحاً اعتماد "يوفنتوس" على الأطراف عبر الجناحين أسامواه وفيدال اللذان لعبا أكثر من كرة عرضية كادت أن تنتهي في الشباك لولا عدم التركيز الذي أصاب تيفيز أمام المرمى، في حين كان المهاجم الثاني يورينتي خارج نطاق التغطية ولم يتمركز بالشكل المطلوب عكس الأرجنتيني الذي كان سريعاً ومزعجاً لدفاع "بنفيكا".
ويُحسب لـ"بنفيكا" أنه نجح تكتيكياً في هذا الشوط لأنه لم يترك أي ثغرة لخصمه وبالتالي لم تتّسم فرص "يوفنتوس" بالخطورة المطلوبة باستثناء أخطر كرة في المباراة وهي الكرة العرضية التي حوّلها أسامواه وتابعها فيدال برأسه لينقذها المدافع لويزاو عن خط المرمى (د. 45). في المقابل لم تظهر أي ردة فعل من "بنفيكا" ليبقى بوفون مرتاحاً في مرماه ويفرض الفريق البرتغالي تعادلاً سلبياً في "يوفنتوس ستاديوم".
في الشوط الثاني كاد "بنفيكا" أن يسدد رصاصة قاتلة في صدر "يوفنتوس" بعد خطأ في تشتيت الكرة من بونوشي لتصل إلى رودريجو الغير مراقب داخل المنطقة ويسددها أعلى المرمى. وعكس الشوط الأول لم يصنع "اليوفي" الضغط الفعال من أجل خطف الهدف الأول، بل لعب "بنفيكا" هذا الدور ووصل إلى منطقة الجزاء في أكثر من مناسبة. إلا أن بيرلو كان له رأي آخر عندما سدد ركلة حرة صاروخية تصدى لها الحارس ببراعة(62).
وفي الدقيقة (67) طرد الحكم لاعب "بنفيكا" أنزو بيريز بعد نيله الإنذار الثاني، ليتابع فريقه المباراة بعشرة لاعبين ونقطة تحوّل بارزة قد تُغيّر النتيجة لمصلحة "يوفنتوس". وكان تيفيز قريباً من صناعة الفارق سريعاً بعد مراوغة رائعة للمدافعين وتسديده كرة قوية ينقذها الحارس.
ولم يتمكن "يوفنتوس" من فرض أسلوب لعبه من أجل تحقيق مبتغاه لأنه اصطدم بمنافس قوي تكتيكياً وبدنياً، وبدا قليل الحيلة أمام المرمى من دون فعالية هجومية تُذكر رغم السيطرة المطلقة على البساط الأخضر، لكن "بنفيكا" عرف من أين تؤكل الكتف ليسير على الطريق الصحيح من دون ارتكاب أي خطأ يُكلفه ورقة النهائي.
ومع مرور الوقت، ازداد الضغط على "اليوفي" المطالب بالفوز من أجل استعادة كبرياء الكرة الإيطالية والظفر بلقب الدوري الأوروبي، ومعنويات "بنفيكا" ارتفعت لأنه أصبح الأقرب لخطف بطاقة النهائي لثالث مرة في تاريخه والتي قد تكون الثابتة لرفع الكأس. لتنتهي المباراة بالتعادل السلبي الذي يؤهّل "بنفيكا" على حساب "يوفنتوس" إلى نهائي الدوري الأوروبي بفارق هدف وحيد سُجل في الذهاب، بعد صمود ورصانة لمدافعيه الذين كانوا سداً منيعاً أمام هجمات "السيدة العجوز".
يُذكر أن الحكم ألغى هدفاً لـ"يوفنتوس" بداعي التسلل، كما طرد لاعبان من بدلاء الفريقان بسبب اشتباك خارج المستطيل الأخضر.