"بلدنا" الفلسطينية تجمع أرشيف ثلاثة عقود من الغناء

16 مارس 2015
أعضاء الفرقة (العربي الجديد)
+ الخط -

كشف الفنان الفلسطيني كمال خليل عن مبادرة فرقة "بلدنا" لتوثيق أرشيفها الغنائي، منذ ولدت عام 1977، مطرّزة ألحانها بالانتماء النقي للوطن والقضية الفلسطينية، إيماناّ من أنّ "الكلمة سلاح، والأغنية جزء هام من الإرث التاريخي للأجيال القادمة".


وقال خليل لـ"العربي الجديد": "في ظلّ الأوضاع السيئة التي عاشتها القضية الفلسطينية بمختلف جوانبها، جاءت انطلاقة الفرقة، بمثابة رصاصة حبّ وأذان يستفزّ كلّ ما في ضمائر غفت، أو كانت على وشك النوم. فغنّت الفرقة في ظلّ ظروف صعبة، وواجهت العديد من المشاكل والمعوقات والتحديات، إلا أن القائمين على الفرقة بإيمانهم وإصرارهم جعلوا من قضية إنهاء الفرقة أمرا مستحيلا".

وأكّد خليل أنّ الهدف "حفظ الأغنيات في ذاكرة الأجيال القادمة. لأنّ "بلدنا" فرقة الوطن والقضية، ولدت من رحم إحساس كان وسيبقى، بفلسطين التي لن يمحوها أحدٌ من ذاكرة الناس، فالفرقة بدأت بكثير من الولاء للأرض وللقضية، وتعرّضت لكثير من محاولات الإجهاض والتقليص على مدى سنين تقدّمها. وتشمل مبادرة التوثيق تقديم فرقة "بلدنا" أكثر من ثمانين أغنية، هي حصيلة مشوارها الملتزم، في خمس حفلات".

الفرقة التي تجول في ذاكرة من أحبّها من الجمهور المخلص للأغنية الفلسطينية، تتّكىء الآن على صوت كمال الخليل، الموسيقي المقاوم ومعه أبناؤه بيسان، هيفاء، لمى، خليل، وقصي. هي التي  تأسّست في العام 1977 لكنّها بدأت بممارسة أنشطتها في العام التالي.

وُلِدت فكرتها على يد وضّاح زقطان، وانطلقت من نادٍ للأطفال وجمعية لسيّدات الأعمال، دعمها المثقفون من البداية، وتحديداً رابطة الكتّاب الأردنيين، لتبدأ بغناء قصائد للشاعرين ابراهيم نصرالله ورزق أبو زيد، اللذين كان لهما أثر كبير في إبراز هوية الفرقة والنمط الذي بدأت العمل عليه. وضمّت الفرقة حينها 20 طفلا وثلاثة عازفين.

كما تلقّت الفرقة دعما من "مركز هيا الثقافي"، ورابطة الكتاب الأردنيين، فتأمّنت لها مكتبة وآلات موسيقية، إلا أنّ الدعم توقف بعد ذلك، بسبب محتوى طبيعة الأغنيات التي قدمتها الفرقة الملتزمة بالإنسان والقضية الفلسطينية بشكل خاصّ.

تخرج كمال خليل من قسم الموسيقى في جامعة اليرموك العام 1993، بعد أن أمضى تسع سنوات على مقاعد الدراسة، بسبب الاعتقالات والمضايقات التي حرمته من التخرّج مع طلاب دفعته، ثم حرمته من أن يمارس مهنته بشكل أكاديمي يعطي من خلاله مهاراته وخبراته، لطلبة كانوا بأمس الحاجة إلى تعلم فن العلوم الموسيقية وتذوقها.

والفنان كمال خليل يعمل في مهنة البناء، واستطاع من خلالها الصمود وتأمين لقمة عيش كريمة له ولأولاده. أما أولاده وبناته فهم موسيقيون أيضا. فهيفاء وبيسان كمال هما مغنّيتان ولهما أيضا مشاركات في أعمال مسرحية وغنائية متعدّدة، وقصيّ هو عازف كونترباص، وخليل يعزف الإيقاع.

في جعبة "بلدنا" أكثر من 100 أغنية تمّ تلحينها على مدى أكثر من ثلاثة عقود، وصدر لها ألبومان هما "نشيد الانتفاضة" و"على جذع زيتونة"، صدر الأوّل في العام 1989 والثاني في العام 1990. ومن أغنيات الفرقة: "نشيد الانتفاضة"، "يا راية شعبي المرفوعة"، "تلوى يا شعر الحية"، "ليا ولي"، "أغنية حب لشهيد الكرك"، "علمونا أطفال فلسطين"، "عمي يا أبو الفانوس"، "الزمن القادم"، "دولة"، "في الطريق إلى الجنوب"، "من جماجمنا". 

الفكر المؤسّساتي الذي يؤمن به كمال خليل، دفعه قبل سنتين إلى أن يجمع محبّي الفرقة في فضاء الموسيقى والحلم بالعودة إلى الأرض، لذا رمّم بجهد ذاتي هو وأفراد أسرته، في أقدم أحياء العاصمة الأردنية، "جبل اللويبدة"، بيتاً صغيراً بمساحته عريقا بتاريخه، أسماه "بيت بلدنا".

وبحسب خليل، فإنّ الهدف من البيت "جمع الناس للقاء والتعارف، ولعرض المواهب والإبداعات الفنية والثقافية، ولكلّ من أراد أن يغني أو يستمع إلى الغناء الأصيل، ولمن أراد أن يتعلم الموسيقى أو أن يعزفها، ولعرض اللوحات الفنية التشكيلية والاشغال اليدوية وغيرها، ولمشاهدة الأعمال المسرحية وإقامة الأمسيات الأدبية". 

دلالات
المساهمون