في مقدمة كتابه "بغداد قصة هوية" يذكر المعماري العراقي بلال سمير علي إن بداية بغداد كانت "مع الحجاج بن أرطأة، مهندس بغداد الأول، الذي خطط وأشرف على بناء مدينة ليست كباقي المدن"، ويلفت إلى أن "سبيل المعمار للخلود يمر بطريقين، أن يُصمّم مبنى جميلاً في المدينة أو أن يكتب كتاباً فتجده الأجيال القادمة مرمياً على الرصيف، لتقرأه وتتعرف على كاتبه".
الكتاب الصادر حديثاً عن منشورات "درج" يتناول قصصاً عن المدينة وعلاقة تخطيطها بنهر دجلة الذي يخترقها متعرجاً، ويتطرق خلال ذلك لتاريخ المدينة وبعض شخصياتها المعمارية الماضية والمعاصرة، فيكتب عن واجد البغدادي وعن محمد مكية وعن رفعة الجادرجي وعن معماريين آخرين لم يكتب عنهم أحد. قصص عن معالم معمارية وأثرها في أيامنا التي نعيشها، وعن معالم معمارية ارتبطت بأكثر الجرائم دموية بحق الإنسانية، وقصص عن عمارة السكن وفوضاها العراقية.
الكتاب يتناول 27 موضوعاً، منها المدينة والنهر، وأسطورة مئذنة سوق الغزل، جولة على أهم ابنية المعماري محمد مكية في بغداد، وشارع الرشيد من الباب للمحراب، وشارع المتنبي رحلة الشتاء والصيف، والحفاظ على العمارة أم بناء المعمار.
كما يتضمّن الكتاب مواضيع حول كازينو العراق، وريام ومقبرة الإنكليز، وسيلفي مع لو كوربوزيه، ومجمع الليث في ثانيتين، وتشابه العُمران بين الشرق والغرب، وعمارة عالمة - َعمارة شعبية، وغيرها من المحاور التي يتناولها الكتاب تباعاً وتتعلق بأحداث أو شخصيات أو أبنية.
وبحسب الناشر فإن الإصدار يعكس انشغالات معماري بمدينته بغداد وأبنيتها، وراهنها من خلال قصص مستمدة من تاريخ المدينة وسير بنّائيها، مصائبها ومتاعبها وتفاصيل الحياة اليومية فيها. كما نقرأ: "تصبح القراءة مشابهة لطقس استكشاف الذات، لربط صفاتنا الشخصية بمسبباتها، أي من تلك المباني يجعلنا حالمين؟ أي منها يجعلنا شجعاناً؟ وأي منها يجعلنا متفائلين؟" بحسب كلمة الناشر.
بلال سمير علي (1983) هو معماري وأكاديمي عراقي يحمل الدكتوراه في العمارة من الجامعة التكنولوجية في بغداد.