اختتمت قمة مجموعة دول بريكس (BRICS) الثامنة، المنعقدة في ولاية غوا، جنوبي غرب الهند، أعمالها اليوم الأحد، بإقرار الدول المشاركة تسريع الجهود الرامية لتحسين الاقتصاد العالمي.
وأشار البيان الختامي للقمة، وفقا لوكالة "الأناضول"، إلى أنّ دول بريكس ستعمل على حل مشكلة الركود التي أصابت الاقتصاد العالمي، وستسعى لإعادة ترتيب الهيكلية المالية للعالم.
وأكّد أنّ الدول الأعضاء قرروا خلال القمة زيادة الاستثمارات في البنية التحتية وقطاعات الإنتاج، بهدف تحسين الاقتصاد العالمي.
وشدد المجتمعون على أهمية الحفاظ على التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة، واتفقوا على التنسيق لمكافحة جرائم تهريب الضرائب وغسيل الأموال والفساد.
من جهته، اعتبر الرئيس الصيني، شي جين بينغ، أن الاقتصاد العالمي لا يزال هشا، مشيرا في بيان، إلى أن "الاقتصاد العالمي ما زال يواجه انتعاشا محفوفا بالمخاطر".
وأضاف بينغ، وفقا لوكالة "فرانس برس": "بسبب عوامل داخلية وخارجية في آن، تشهد دول بريكس نموا اقتصاديا بطيئا بعض الشيء، وتواجه عددا من التحديات الجديدة".
ودعا بينغ الدول الأعضاء إلى "أفعال ملموسة لتعزيز الثقة"، لافتا إلى أن توقعات التنمية "على الأمد البعيد تبقى إيجابية".
من جهته، شدد رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، على أهمية تطوير دول بريكس مستوى التعاون في ما بينها، داعيا إلى إزالة الحواجز التجارية وتشجيع إقامة البنى التحتية.
وقال: "إن تنمية الترابط الاقتصادي والتجاري شكلت الدافع الأساسي لمنظمة بريكس".
ولفت رئيس الوزراء القومي الحاكم منذ سنتين إلى أن الانفتاح الاقتصادي الذي باشرته حكومته أعطى ثمارا ويمكن استخلاص العبر منه.
من جهته، أكد كيه فيكاماث، رئيس بنك التنمية الجديد الذي أسسته مجموعة بريكس، أن البنك سيزيد حجم قروضه إلى 2.5 مليار دولار العام المقبل، بعد أن قدم أول قروض لدعم مشروعات خضراء.
وقال على هامش فعاليات القمة، وفقا لوكالة "رويترز"، إن الدول الأعضاء في بريكس ستستفيد كثيرا من تعزيز التعاون في ما بينها.
وتابع: "واقع الأمر أن هذه الدول مجتمعة ساهمت في السنوات القليلة الماضية بأكثر من 50% من حجم الثروة الاقتصادية التي تم جمعها على مستوى العالم. لا أتوقع أن يتغيّر ذلك".
وأقر البنك حتى الآن قروضا تصل إلى 900 مليون دولار لمشروعات خضراء تحافظ على البيئة في كل من الدول الأعضاء.
جدير بالذكر أنّ قمة بريكس التي بدأت أعمالها، أمس السبت، شهدت مشاركة الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين، والصيني شي جين بينغ، والبرازيلي ميشال تامر، والجنوب أفريقي جاكوب زوما، إلى جانب رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
وتسجل اقتصادات دول بريكس وهي (البرازيل، روسيا، الصين، الهند، جنوب أفريقيا) نمواً سريعاً، وتمتلك موارد كبيرة، ويشكل مجموع سكانها قرابة نصف سكان العالم.
وحسب توقعات صندوق النقد الدولي، فإن الهند ستسجل نموا بنسبة 7.6% للسنة المالية 2016/2017، وهي نسبة موازية للسنة المالية السابقة.
وسجلت روسيا والبرازيل أخيرا انكماشا اقتصاديا، فيما تمكنت جنوب أفريقيا من تفادي الانكماش في اللحظة الأخيرة بتسجيلها تحسنا الشهر الماضي.
أما الصين، التي بقيت لفترة طويلة محركا للاقتصاد العالمي، فسجل نموها تباطؤا جديا.