يوسف الحسيني ( مواقع التواصل)
رأينا كلنا بالطبع التعدي السافر على وفد الإعلاميين المصاحب لفخامة الجنرال قائد القوات ووليّ النِّعَم مُحيي الهامات راعي "الحاجات والمحتاجات".
الحقيقة يُقلقني كل مرة أشاهد مقطع الفيديو للإعلامي يوسف الحسيني وهو يُضرب ويُهان ثم مصطفى شردي وهو يُنازٍع السباب الموجّه إليه بابتسامه دراماتيكية محاولا أن يخرج من وطأة الموقف فيقول تحيا مصر، فيرد عليه أحدهم ويقول تحيا أمك، ثم أندهش لما يُقلقني أصلا ما كنا نعترف به أليس الرئيس يقول "تحيا مصر"، ونحن نقول "مصر يا أم"، إذن فتحيا مصر من تحيا أمك ليست بالمسافة الفارقة.
أنا أخشى أن يأخذها الرئيس نفسه إهانة لوضعه الرفيع و"بريستيج" مصر المنيع، وأخشى أن يتم الترويج لنا ـ كمشاهدين ضحكوا من سخرية المشهد ـ على اننا من فلول الثورة والعياذ بالله، فنحن والله ـ وما لك عليا حلفان ـ قد طلّقنا السياسة منذ زمن ولم يعد بالقلب حيل ولا يسع لنا المجال ولا الصدور إلا ببعض تعليقات ساخرة هنا وهناك وبضعة مقالات تُنشر حيناً وتُمنع حيناً على هوى الناشر وتوجهات الجرائد وتحيّزات هيئة التحرير، فلما نعقّد الأمور!
إذا أنت لا تصدقني فحقك، ولكن من الممكن أن نستشير مذيع اللغة العربية ونُثنيه قليلا عن حربه الهوجاء مع مذيعة العالم السفلي وطرد الجان والمسجلين ونسأله هل يصح هنا الاستعارة أم لا مندوحة من القول المباشر في الصميم، فإحداثيات الأخلاق تتمايز من فرد لآخر كما هو معلوم، إذن هل الرد بالرد من تحيا مصر لتحيا أمك مقبول لغويا أم لا!
صدقني فقط تلك المرة أن الوضع في خطر وأننا جميعا في أزمة فإذا هم قد ورثوا البلد فـ"حلال عليهم يا سيدي"، ولكننا نريد فقط أن نعرف فإذا كان ولا بد نكتب لهم عقد بيع على بياض ويعطونا نصيبنا من "الوسية" ويرحّلونا على أي دولة أخرى.
قد يدفعك خيالك أن تظن بي أنني لست وطنياً ولست منتمياً، إلى آخر تلك التهم المرتبة الأنيقة، أو أنني أدعو للحرية أو أعوذ بالله الاستقلالية إلى آخر تلك التصنيفات، ولكنني أؤكد لك أنني وطني "مفيش كده أبدا ومنتمي مفيش كده أبدا"، وأحب النظم الشمولية العسكرية الفاشية وأحب الربط بين السلطات وأحب دولة الرجل الواحد وأقاربه وأحبابه من بعده.
أنا مواطن مصري أقر وأعترف بموافقتي التامة والدائمة على نظام الدولة الشمولي العسكري السلطوي الديكتاتوري طالما "مفيش" من الأماني مناص وتحيا مصر أو تحيا أمك.
(مصر)
الحقيقة يُقلقني كل مرة أشاهد مقطع الفيديو للإعلامي يوسف الحسيني وهو يُضرب ويُهان ثم مصطفى شردي وهو يُنازٍع السباب الموجّه إليه بابتسامه دراماتيكية محاولا أن يخرج من وطأة الموقف فيقول تحيا مصر، فيرد عليه أحدهم ويقول تحيا أمك، ثم أندهش لما يُقلقني أصلا ما كنا نعترف به أليس الرئيس يقول "تحيا مصر"، ونحن نقول "مصر يا أم"، إذن فتحيا مصر من تحيا أمك ليست بالمسافة الفارقة.
أنا أخشى أن يأخذها الرئيس نفسه إهانة لوضعه الرفيع و"بريستيج" مصر المنيع، وأخشى أن يتم الترويج لنا ـ كمشاهدين ضحكوا من سخرية المشهد ـ على اننا من فلول الثورة والعياذ بالله، فنحن والله ـ وما لك عليا حلفان ـ قد طلّقنا السياسة منذ زمن ولم يعد بالقلب حيل ولا يسع لنا المجال ولا الصدور إلا ببعض تعليقات ساخرة هنا وهناك وبضعة مقالات تُنشر حيناً وتُمنع حيناً على هوى الناشر وتوجهات الجرائد وتحيّزات هيئة التحرير، فلما نعقّد الأمور!
إذا أنت لا تصدقني فحقك، ولكن من الممكن أن نستشير مذيع اللغة العربية ونُثنيه قليلا عن حربه الهوجاء مع مذيعة العالم السفلي وطرد الجان والمسجلين ونسأله هل يصح هنا الاستعارة أم لا مندوحة من القول المباشر في الصميم، فإحداثيات الأخلاق تتمايز من فرد لآخر كما هو معلوم، إذن هل الرد بالرد من تحيا مصر لتحيا أمك مقبول لغويا أم لا!
صدقني فقط تلك المرة أن الوضع في خطر وأننا جميعا في أزمة فإذا هم قد ورثوا البلد فـ"حلال عليهم يا سيدي"، ولكننا نريد فقط أن نعرف فإذا كان ولا بد نكتب لهم عقد بيع على بياض ويعطونا نصيبنا من "الوسية" ويرحّلونا على أي دولة أخرى.
قد يدفعك خيالك أن تظن بي أنني لست وطنياً ولست منتمياً، إلى آخر تلك التهم المرتبة الأنيقة، أو أنني أدعو للحرية أو أعوذ بالله الاستقلالية إلى آخر تلك التصنيفات، ولكنني أؤكد لك أنني وطني "مفيش كده أبدا ومنتمي مفيش كده أبدا"، وأحب النظم الشمولية العسكرية الفاشية وأحب الربط بين السلطات وأحب دولة الرجل الواحد وأقاربه وأحبابه من بعده.
أنا مواطن مصري أقر وأعترف بموافقتي التامة والدائمة على نظام الدولة الشمولي العسكري السلطوي الديكتاتوري طالما "مفيش" من الأماني مناص وتحيا مصر أو تحيا أمك.
(مصر)
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
المزيد في مجتمع
