"بريء" جيرارد ديبارديو

01 ديسمبر 2015
كتب دو بارديو مواقفه في كتابه "بريء" (Getty)
+ الخط -
عاد نجم فرنسا، الممثل العالمي جيرارد ديبارديو، على المفاجأة التي كان فجرها سابقا عندما تحدث عن اعتناقه للإسلام لمدة سنتين. وشكّل كتابه تحت عنوان "بريء"(Innocent)، الذي صدر منذ أيام في فرنسا تحدياً جديداً وإعلاناً متجدداً عن مواقفه الصادمة للمجتمع الفرنسي عموماً ونخبته خصوصاً. ذكّرت السيرة الذاتية التي يتضمنها الكتاب بتجربة الإسلام والتصوّف التي عاشها ديبارديو في باريس بداية من سنة 1965. يؤكد النجم العالمي، أنه كان يتردد خمس مرات في اليوم للصلاة في مسجد باريس، وأنه كان منغمساً في قراءة القرآن. غير أن المهم في هذه التجربة هو ما يقوله النجم اليوم، خصوصاً إزاء ما يحدث في العالم بسبب الانتماءات الدينية، وما يُنسب للإسلام بالخصوص. يقول ديبارديو: "إن المشكلة ليست في الإيمان أو المعتقد، وإنما هي في الإنسان الذي يقرر يوماً بكل عنجهيته وغروره وجهله أن يؤوّل النصوص المقدسة، بهدف أن يأخذ مكان الله في الأرض، حتى عن غير قصد".

تشكل مواقف ديبارديو، منذ أن هجر فرنسا إلى روسيا وإلى صديقه فلاديمير بوتين، إزعاجاً لبعض النخب الفرنسية المطمئنة إلى عاداتها ولافتاتها التقليدية، غير أن الرجل لا يتوقف عن المجاهرة بكل آرائه مهما كانت صادمة، مثل تعرضه لنقد المجتمع الأميركي بمناسبة ندوة صحافية حول مسرحيته الجديدة "لا موزيكا" مع فاني اردان. يشير ديبارديو، دون أن يرمش له جفن، إلى أنّ "كل همّ الأميركيّين هو تدمير الآخرين، فلقد تقاتلوا فيما بينهم، ثم دمّروا الهنود، وبعدها صنعوا الرّق والعبودية… وهم أوّل من استخدم القنبلة الذرية. وخلاصة الامر أنهم حيثما مرّوا تركوا الدمار، ولهذا أحبّ أن أكون مواطناً روسيًا… وإن حدث وتوقّف الأوروبيون عن الاستماع للأميركيين، فسأكون حينها سعيداً جداً".

ويهمس ديبارديو، في كتابه بحبه لأم كلثوم وانبهاراه الشديد بها عندما حضر حفلها في قاعة الأولمبيا الشهيرة في باريس، وبقي مشدوداً لصوتها القوي الساحر، وهو ما شكّل خطوته الأولى نحو الاقتراب من الثقافة العربية الإسلامية، وتجربة إسلامه.