كانت ميريل ستريب رئيسة لجنة التحكيم في الدورة السادسة والستين من "مهرجان برلين السينمائي" الذي افتُتح أمس الخميس ويستمر حتى 21 من الشهر الجاري، قد تجاهلت سؤالاً في المؤتمر الصحافي الذي عقد قبيل الافتتاح حول غياب التنوّع العرقي في لجنة التحكيم، والتي لا تضم مشاركين من أفريقيا أو آسيا أو من أصول "غير بيضاء". اكتفت ستريب بالقول "كلنا أفارقة، حقيقةً".
عوضاً عن ذلك، تطرّقت ستريب، التي دعت العام الماضي إلى دعم دور المرأة السينمائي وعدم الاكتفاء بنجاحها كممثّلة، إلى حضور المرأة الكبير في لجنة التحكيم، معتبرةً أن حضور أربع نساء مقابل ثلاثة رجال في اللجنة يجعل "برلين السينمائي" من المهرجانات القليلة التي تبادر إلى تمكين السينمائيات.
تتكوّن اللجنة من سبعة سينمائيين هم إضافةً إلى ستريب، الممثّلة الإيطالية ألبا روروشير والمصوّرة الفرنسية بريجيت لاكومب والمخرجة البولندية مالغورزاتا سزموسكا والممثّل الألماني لارس إيدينجر والناقد السينمائي البريطاني نيك جيمس.
على أي حال، فإن السؤال الذي طُرح في المؤتمر، يتصادى إلى حد كبير، مع الاحتجاجات التي طاولت خيارات الأوسكار هذا العام للترشيحات جوائز أفضل ممثّلين وممثّلاتً، إذ غاب عن القائمة أي اسم لممثّل أسود أو من أي عرق ليس أبيض.
لكن الحال في "برلين السينمائي" يبرز قدراً كبيراً من التناقض، فوجود ميريل ستريب وشركاؤها البيض في لجنة تحكيم دورة المهرجان هذه، التي تعطي حيّزاً خاصاً للاجئين والمهاجرين؛ تكرّس الصورة النمطية عمن يقيّم ومن يجري تقييمه. إذ يبدو أن وجود سينمائي من أصل مهاجر كان سيعطي صورة إيجابية أكثر لصورة المهاجرين وحضورهم الإيجابي في السينما.
يعرض المهرجان بعض الأفلام التي تتطرّق إلى رحلة اللجوء وتجربة المهاجر، من بينها الوثائقي "نار في البحر" للمخرج جيانفرانكو روسي، والذي يدور حول حكايات مجموعة من اللاجئين في جزيرة لامبيدوزا جنوب إيطاليا، إضافة إلى الروائي "الطريق إلى إسطنبول" للمخرج الجزائري رشيد بوشارب، والذي يتناول حكاية أم تريد إنقاذ ابنتها من "داعش".
يُذكر أن فيلم الافتتاح كان "يحيا قيصر" من بطولة جورج كلوني، وأن 18 فيلماً تتنافس على الجائزة الكبرى للمهرجان.
اقرأ أيضاً: جوّع كلبك.. أسلاك شائكة تحرس القصة