"باب الفلة" سوق شعبي في تونس العاصمة، لطالما عُدّ سوق الطبقات الكادحة والفقيرة، ويؤدي إلى محطة باب عليوة، أشهر وأكبر محطة نقل بري في تونس. السوق يعد مزيجاً يجمع بين الخضار والغلال والملابس المستعملة واللحوم والدواجن في أزقة ضيقة متاخمة لبعضها بعضاً، وتغص بالوافدين الباحثين عن أسعار مناسبة، والفارين من غلاء المعيشة. ولعلّ ارتباط باب الفلّة لسنوات بكونه سوق "الزوّالي" (الفقراء)، جعله حتى وإن شمله غلاء الأسعار، يبقى في أذهان الكثير من التونسيين سوقاً شعبياً. ويبقى أن ما يميزه هو كونه جزءاً من التاريخ.
ويعد باب الفلّة شاهداً على حقبة مهمة في أواخر الدولة الحفصية، وشُيّد في عام 1350، وكان يُسمّى باب السرداب (باب ذو فتحة صغيرة أو ما يعرف بالفلة). وبعدما احتل الإسبان تونس في القرن السادس عشر، أجبر السكان على الفرار وقد مثل منفذاً لهم.
يؤكد أحد السكان القدامى ويدعى الهادي بن فطوم (85 عاماً)، أن باب الفلّة لطالما كان ملاذ الطبقات الفقيرة التي تبحث عن أدنى الأسعار، سواء الخضار أو الغلال أو اللحوم. يضيف أنه في الماضي، كان يشتري كيلوغراماً من اللحوم والخضار، ويملأ قفته بالعديد من الحاجيات بدولارين. لكن للأسف، تغيرت الأسعار وأصبح سعر كيلوغرام اللحم الواحد بنحو
ثمانية دولارات. يشير إلى أن المنطقة تشهد حركة كبيرة، وما زالت تحافظ على شعبيتها على الرغم من اختلاف الأسعار بين الحاضر والماضي.
في السوق الشعبي، بالكاد يمكنك المرور بسبب الازدحام الشديد على الرغم من تذمر بعض السكان من سوق الملابس المستعملة، التي احتلت تقريباً كل الأزقة والأرصفة، وارتفاع الأسعار مقارنة مع ما كانت عليه. في المقابل، حافظت بعض المحال على أسعار رخيصة (القطعة بنصف دولار أو دولار). وهذه ملاذ العديد من الأسر التي ترغب في اقتناء ملابس مستعملة لأبنائها، والباحثة عن بضائع تتلاءم وميزانيتها المحدودة.
يشكو الحاج محمد الزحمة التي يسببها سوق الملابس، إذ كانت هذه المحال في الماضي مخصصة لبيع الغلال واللحوم. لكن غالبية التجار تخلوا عنها أو غيروا أعمالهم واختاروا تجارة الملابس المستعملة لأنها توفر مداخيل أفضل أو لأنها تشهد إقبالاً كبيراً اذا ما قورنت ببقية المنتجات الاستهلاكية. ويتحسر على باب الفلة أرض الأجداد والقدامى، وطابعه المعماري الذي بدأ يتلاشى تدريجياً بسبب الزحف العمراني.
اقــرأ أيضاً
بلباسه التقليدي (جبة وشاشية)، كان البائع علي يرتب الخضار ويرش عليها الماء ليكسبها لمعاناً. يقول إنّ الأسعار في باب الفلّة، وعلى الرغم من ارتفاعها، تبقى مقبولة بالمقارنة مع الأسواق الأخرى. كما أن البضائع المعروضة جيدة ويمكن للمواطن اختيار حاجياته بما يتناسب وميزانيته. لذلك، ظلت ملاذ الكثير من التونسيين، حتى الطبقة المتوسطة.
ويقول بائع غلال يدعى منذر، إن الأسعار في باب الفلّة منخفضة وتتناسب وميزانية جميع الطبقات. يضيف أن غالبية الباعة قدامى ومضى على تواجدهم في هذا السوق عشرات السنين، وهم حريصون على كسب ثقة الناس. وما يباع في هذا السوق بدولار يباع في أسواق أخرى بثلاثة دولارات.
كانت منيرة، وهي ربة بيت، في صدد اقتناء بعض الخضار. تقول إنها تفضل هذا السوق على الرغم من ارتفاع الأسعار. إلا أن ارتباط باب الفلة بكونه سوق "الزوالي" وسوق الطبقات الكادحة والفقيرة، جعل التونسي يقبل عليه ويتبضع منه حتى وإن ارتفعت أسعار الخضار وغيرها. تضيف أنها كانت تستنجد بباب الفلّة لاقتناء ملابس لأطفالها هرباً من غلاء الأسعار، وتأمين حاجياتها، لكنها لاحظت أن موجة الغلاء طاولت حتى سوق الزوالي.
بدا "رزوقة"، كما يحلو للتجار تسميته، بمظلته الكبيرة وقميصه الأحمر، سعيداً وهو يتحدث عن باب الفلّة، معتبراً أنه سيظل السوق الشعبي رقم واحد في تونس وملجأ العديد من التونسيين. كان يحاول استمالة العابرين، قائلاً: "انظروا إلى الأسعار، فهي منخفضة مقارنة ببقية الفضاءات. هنا تجدون أجود الغلال". يتابع أنّ شهرة المكان مستمدة من قدمه، إذ أن غالبية التونسيين يعرفون باب الفلّة ويتمنون شراء حاجياتهم منه كونه من الأسواق الشعبية القديمة جداً والمختلفة عن بقية الأسواق لناحية نوعية البضائع المعروضة. لهذا يقصده الناس من كل حدب وصوب".
وسط باب الفلة، تنتشر المحال الشعبية لبيع العصائر والغلال والمفروشات والإلكترونيات، إضافة إلى المطاعم الصغيرة التي تشهد إقبالاً كبيراً وتعج بالوافدين وعابري السبيل ممن أنهكهم السير، فيأخذون استراحة هنا لسد الرمق أو شرب القليل من العصائر الباردة، علّها تخفف من ظمئهم في الأيام الحارة.
اقــرأ أيضاً
ويمكن إيجاد الباعة المتجولين يميناً ويساراً. ويعرض هؤلاء مختلف البضائع والسلع، كما تتعالى أصوات الباعة الذين يحاولون جذب الزبائن، ويلجأ البعض إلى مكبرات الصوت. وعلى الرغم من الفوضى في المكان والصخب والانتشار الكبير للباعة وإقبال المواطنين، لا يهدأ هذا المشهد بمتناقضاته الكثيرة. ويستمر الناس بالتوافد حتى ساعة متأخرة من الليل.
ويعد باب الفلّة شاهداً على حقبة مهمة في أواخر الدولة الحفصية، وشُيّد في عام 1350، وكان يُسمّى باب السرداب (باب ذو فتحة صغيرة أو ما يعرف بالفلة). وبعدما احتل الإسبان تونس في القرن السادس عشر، أجبر السكان على الفرار وقد مثل منفذاً لهم.
يؤكد أحد السكان القدامى ويدعى الهادي بن فطوم (85 عاماً)، أن باب الفلّة لطالما كان ملاذ الطبقات الفقيرة التي تبحث عن أدنى الأسعار، سواء الخضار أو الغلال أو اللحوم. يضيف أنه في الماضي، كان يشتري كيلوغراماً من اللحوم والخضار، ويملأ قفته بالعديد من الحاجيات بدولارين. لكن للأسف، تغيرت الأسعار وأصبح سعر كيلوغرام اللحم الواحد بنحو
ثمانية دولارات. يشير إلى أن المنطقة تشهد حركة كبيرة، وما زالت تحافظ على شعبيتها على الرغم من اختلاف الأسعار بين الحاضر والماضي.
في السوق الشعبي، بالكاد يمكنك المرور بسبب الازدحام الشديد على الرغم من تذمر بعض السكان من سوق الملابس المستعملة، التي احتلت تقريباً كل الأزقة والأرصفة، وارتفاع الأسعار مقارنة مع ما كانت عليه. في المقابل، حافظت بعض المحال على أسعار رخيصة (القطعة بنصف دولار أو دولار). وهذه ملاذ العديد من الأسر التي ترغب في اقتناء ملابس مستعملة لأبنائها، والباحثة عن بضائع تتلاءم وميزانيتها المحدودة.
يشكو الحاج محمد الزحمة التي يسببها سوق الملابس، إذ كانت هذه المحال في الماضي مخصصة لبيع الغلال واللحوم. لكن غالبية التجار تخلوا عنها أو غيروا أعمالهم واختاروا تجارة الملابس المستعملة لأنها توفر مداخيل أفضل أو لأنها تشهد إقبالاً كبيراً اذا ما قورنت ببقية المنتجات الاستهلاكية. ويتحسر على باب الفلة أرض الأجداد والقدامى، وطابعه المعماري الذي بدأ يتلاشى تدريجياً بسبب الزحف العمراني.
بلباسه التقليدي (جبة وشاشية)، كان البائع علي يرتب الخضار ويرش عليها الماء ليكسبها لمعاناً. يقول إنّ الأسعار في باب الفلّة، وعلى الرغم من ارتفاعها، تبقى مقبولة بالمقارنة مع الأسواق الأخرى. كما أن البضائع المعروضة جيدة ويمكن للمواطن اختيار حاجياته بما يتناسب وميزانيته. لذلك، ظلت ملاذ الكثير من التونسيين، حتى الطبقة المتوسطة.
ويقول بائع غلال يدعى منذر، إن الأسعار في باب الفلّة منخفضة وتتناسب وميزانية جميع الطبقات. يضيف أن غالبية الباعة قدامى ومضى على تواجدهم في هذا السوق عشرات السنين، وهم حريصون على كسب ثقة الناس. وما يباع في هذا السوق بدولار يباع في أسواق أخرى بثلاثة دولارات.
كانت منيرة، وهي ربة بيت، في صدد اقتناء بعض الخضار. تقول إنها تفضل هذا السوق على الرغم من ارتفاع الأسعار. إلا أن ارتباط باب الفلة بكونه سوق "الزوالي" وسوق الطبقات الكادحة والفقيرة، جعل التونسي يقبل عليه ويتبضع منه حتى وإن ارتفعت أسعار الخضار وغيرها. تضيف أنها كانت تستنجد بباب الفلّة لاقتناء ملابس لأطفالها هرباً من غلاء الأسعار، وتأمين حاجياتها، لكنها لاحظت أن موجة الغلاء طاولت حتى سوق الزوالي.
بدا "رزوقة"، كما يحلو للتجار تسميته، بمظلته الكبيرة وقميصه الأحمر، سعيداً وهو يتحدث عن باب الفلّة، معتبراً أنه سيظل السوق الشعبي رقم واحد في تونس وملجأ العديد من التونسيين. كان يحاول استمالة العابرين، قائلاً: "انظروا إلى الأسعار، فهي منخفضة مقارنة ببقية الفضاءات. هنا تجدون أجود الغلال". يتابع أنّ شهرة المكان مستمدة من قدمه، إذ أن غالبية التونسيين يعرفون باب الفلّة ويتمنون شراء حاجياتهم منه كونه من الأسواق الشعبية القديمة جداً والمختلفة عن بقية الأسواق لناحية نوعية البضائع المعروضة. لهذا يقصده الناس من كل حدب وصوب".
وسط باب الفلة، تنتشر المحال الشعبية لبيع العصائر والغلال والمفروشات والإلكترونيات، إضافة إلى المطاعم الصغيرة التي تشهد إقبالاً كبيراً وتعج بالوافدين وعابري السبيل ممن أنهكهم السير، فيأخذون استراحة هنا لسد الرمق أو شرب القليل من العصائر الباردة، علّها تخفف من ظمئهم في الأيام الحارة.
ويمكن إيجاد الباعة المتجولين يميناً ويساراً. ويعرض هؤلاء مختلف البضائع والسلع، كما تتعالى أصوات الباعة الذين يحاولون جذب الزبائن، ويلجأ البعض إلى مكبرات الصوت. وعلى الرغم من الفوضى في المكان والصخب والانتشار الكبير للباعة وإقبال المواطنين، لا يهدأ هذا المشهد بمتناقضاته الكثيرة. ويستمر الناس بالتوافد حتى ساعة متأخرة من الليل.