يعاني حزب "آفاق تونس"، من حالة احتقان تهدد بموجة استقالات. وقد علم "العربي الجديد"، من مصادر مقرّبة من الحزب، أنّ حالة الاحتقان الطاغية قد بلغت درجة خطيرة تهدد بتصدعه، وربما تقود إلى انقسامات كبيرة فيه.
وأكّدت المصادر، التي تحدثت شرط عدم ذكر هويتها، أنّ "هذا الاحتقان سيطغى على أعمال المجلس المركزي للحزب، اليوم السبت"، بسبب ما وصفته بـ"هيمنة رئيسه ياسين إبراهيم على القرارات الاستراتيجية، وخياراته التي أضرت بالحزب وبصورته، وبسبب تفرده بالرأي والسعي إلى السيطرة على كل مفاصل الحزب".
وكان أحد أبرز قيادات الحزب والوزير في حكومة يوسف الشاهد، رياض المؤخر، أعلن في ساعة متأخرة من ليلة أمس الجمعة، عن قرار تجميد عضويته في الحزب.
وأكّدت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أنّ قيادات ونوابا بارزين في الحزب قد يقدمون على الخطوة ذاتها، واصفين هذا الأمر بـ"المنعرج الخطير في مسيرة آفاق تونس".
وفي السياق ذاته، بينت المصادر أن رئيس الحزب يحاول الضغط على قيادات الحزب منذ فترة بغاية الخروج من حكومة الوحدة الوطنية، تمهيداً لتحالفه الجديد مع حزب "مشروع تونس" ورئيسه محسن مرزوق، وهو ما ترفضه قيادات كثيرة في الحزب، مشيرة إلى أنّ ذروة هذه الضغوطات كانت إبان التصويت على الموازنة الجديدة للحكومة. ورجحت أن يكون رئيس الحزب قد دعا ممثلي الحزب في البرلمان إلى عدم المصادقة، ما أدى إلى انقسام قي تصويت النواب بين موافق ومتحفظ على الموازنة.
وكشفت المصادر ذاتها، أنّ إبراهيم يسعى منذ فترة إلى تعيين مقربين منه في الحزب وفي الكتلة النيابية، ما أدى إلى إثارة حالة من الغضب في أكثر من مكتب داخلي للحزب.
وتوقعت المصادر أن تخرج قيادات حزبية عن صمتها تجاه هذه التصرفات خصوصاً أنها واقعة تحت ضغط قواعدها التي تدعوها إلى إنقاذ الحزب قبل فوات الأوان، قبل أشهر قليلة من الاستحقاق الانتخابي المهم، أي الانتخابات البلدية منتصف العام المقبل.
ويبقى السؤال متعلقاً بقدرة الحزب على لملمة هذه الخلافات وتجاوزها والخروج بمواقف موحدة من ملفات كثيرة مطروحة على الطاولة، من بينها بقاء الحزب أو عدم بقائه في حكومة الوحدة الوطنية.