وتضمنت الرسالة التي حملها وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، تهديداً مبطناً بأن "عدم استمرار حلفاء الولايات المتحدة بالناتو بدفع التزاماتهم المالية على الأمن من شأنه أن يدفع بالولايات المتحدة لإعادة تقييم التزامها بالدفاع عن أوروبا".
وأوضحت الصحيفة أنه "دون أن يلاحظ أحد حصل تطور جديد مع نهاية القمة، التي سيكون لها صدى في طبيعة العلاقات بين الحلف والولايات المتحدة وروسيا، حيث أعلن الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، أن الحلف سيقدم الدعم الأمني لحكومة فايز السراج في ليبيا".
وقال ستولتنبرغ: "لقد قلنا إننا مستعدون لمساعدة ليبيا، إلا أن أي مساعدة يجب أن تكون بناء على طلب من الحكومة الليبية، ولقد تلقينا هذا الطلب أمس، وهو تدريب القوات المحلية التي تعتبر واحدة من أفضل الوسائل في محاربة الإرهاب وبناء الاستقرار".
وأصبحت ليبيا مصدرا لمتاعب كبيرة لأوروبا منذ قيام ديفيد كاميرون ونيكولا ساركوزي بالتحريض من أجل التدخل العسكري لحلف الناتو، والإطاحة بمعمر القذافي قبل ست سنوات، حيث باتت ليبيا القناة الرئيسية لعبور مئات الآلاف من اللاجئين الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط، وكذلك أضحت مكاناً ينعدم فيه القانون، حيث أقام تنظيم "داعش" قاعدته الرئيسية لتنفيذ الهجمات في المغرب العربي.
وتعمل القوات الخاصة من الدول الغربية بالفعل في ليبيا، حيث شنت الولايات المتحدة غارات جوية على "داعش" والتنظيمات المتطرفة الإسلامية الأخرى، لكن أي نشر رسمي للقوات من حلف شمال الأطلسي على الأراضي الليبية يواجه مشاكل.
ويرتفع خطر الانجرار إلى مستنقع العنف والفوضى، فضلا عن حقيقة أن حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، الذي من المفترض أن يحوز الدعم من حلف الناتو، تسيطر على أراض صغيرة للغاية ولديها القليل من القوة.
ووفقا للصحيفة البريطانية، فإن الرجل الذي يمارس سلطة حقيقية، سعياً ليصبح "قذافي جديداً"، كما يصفه أعداؤه، فهو الجنرال السابق خليفة حفتر مع قواته في الجيش الوطني الليبي، حيث يتمتع حفتر بدعم من مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة التي نفذت ضربات جوية لدعمه. كما أنه يحظى بدعم روسيا التي تسعى لتوسيع نفوذها في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وذهب حفتر إلى موسكو مرتين العام الماضي لطلب المساعدة، وظهر على متن حاملة الطائرات الروسية، الأميرال كوزنتسوف، أثناء عودة حاملة الطائرات من المياه الإقليمية السورية حيث كانت جزءا من الحرب التي شنتها روسيا لتمكين بشار الأسد من استعادة حلب.
والتقى حفتر بوزير الدفاع الروسي، سيرجي شويغو، على متن حاملة الطائرات، لمناقشة، وفقا للكرملين، "محاربة الجماعات الإرهابية الدولية في الشرق الأوسط".
وكانت الولايات المتحدة في عهد باراك أوباما ترفض التعامل مع حفتر، لكن القائد الليبي وأنصاره، والبرلمان في بنغازي، يشكلون واحدة من أقوى الحكومات الثلاث في ليبيا، وهم يقولون إنهم أيضا متفائلون الآن بأنهم سيحصلون على الدعم من إدارة ترامب.
وأوضحت الصحيفة أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، كان أول زعيم أجنبي اتصل لتهنئة ترامب بعد فوزه، وقد مارس السيسي ضغوطاً على واشنطن لتبديل دعمها في لبيبا للجنرال حفتر بدلاً من حكومة السراج.
ووفقا للتقارير، فقد بدأ أعضاء فريق ترامب مناقشة خيار حفتر. وعلق مسؤول أميركي في بروكسل: "إن إدارة ترامب قد تعتقد أن ليبيا ستكون مسرحاً أقل حساسية من سورية للتعاون مع الروس بمكافحة الإرهاب، حيث تعم الفوضى في ليبيا، وتنظيم داعش يتمدد هناك، وإذا أثبت حفتر أنه فعال في قتال داعش فربما يكون هو من يعوّل عليه هناك".
وتشير الصحيفة إلى أن حفتر لا يفتقر إلى الأسلحة، حيث تتدفق الأسلحة له بشكل غير مشروع من الدول العربية الحليفة (مصر والإمارات)، ولا شك في أن قواته تعتبر القوة غير الإسلامية الأكثر قوة في البلاد بالوقت الحاضر.
وتختم الصحيفة بالقول إن حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي يحاولان التوصل إلى اتفاق بين حفتر والمجلس الوطني العام بقيادة السراج، حيث يتم إقناع حفتر بأن يحتفظ بالقيادة العسكرية مع قبول وجود الإدارة المدنية.
وتمنى وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، في وقت سابق من هذا الشهر، أن "الجنرال حفتر يمكن أن يقتنع بإمكانية أن يشكل جزءاً كبيراً من مستقبل ليبيا ولكن دون أن يكون متفرداً بالسلطة".