"اليوم التالي لعباس" بعيون الاحتلال

19 يناير 2016
رفض دحلان وعباس انتفاضة عام 2000 (الأناضول)
+ الخط -
أبدت شخصيات إسرائيلية اهتماماً بالحراك الخفي الذي يدور في الساحات الفلسطينية والإقليمية والدولية، للاستعداد لما سموه "اليوم التالي لغياب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن المشهد السياسي". في هذا السياق، يقول الإسرائيلي يوسي بيلين، إن القيادي المطرود من حركة "فتح" محمد دحلان، "يسعى لتوفير الظروف التي تسمح له بالوصول إلى رئاسة السلطة الفلسطينية، بعد غياب عباس عن المشهد السياسي".

ويوضح بيلين، في مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، في عددها الصادر يوم الجمعة، أن "دحلان يحاول الحصول على موطئ قدم في قطاع غزة والضفة الغربية، من خلال قيام زوجته جليلة بالسفر إلى هناك والقيام بمشاريع خيرية، من أجل مساعدته على تعزيز مكانته". ويضيف أن "دحلان يحاول تعزيز تأثيره في الضفة، من خلال بناء علاقات مع مسؤولين كانوا على علاقة وثيقة بعباس". وينوّه بيلين إلى أن "دحلان يحاول الوصول إلى رئاسة السلطة، من خلال دعم الأميركيين والمصريين وأطراف دولية أخرى".

ويلفت إلى أن "دحلان ومن أجل الحصول على أهدافه، مستعد لتغيير ولاءاته السياسية، كما يغيّر جواربه". ويُردف أن "دحلان تمكن من جعل الأميركيين والروس والإسرائيليين يحتفون به"، منوهاً إلى أن "دحلان أثناء عمله كمدير لجهاز الأمن الوقائي، نجح في منع الكثير من العمليات ضد إسرائيل".

ويكشف بيلين أن "دحلان نجح في تعزيز علاقته بالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية، إلى جانب إرساء علاقات شخصية مع سياسيين وأرباب الكثير من المرافق الاقتصادية في تل أبيب". ويُشدّد على أن "دحلان عمل على تعزيز علاقاته مع الإسرائيليين والأميركيين، من خلال إرساء علاقة شخصية مع الملياردير اليهودي السويسري مارتن شلاف، المرتبط بدوره بعلاقة وثيقة بعدد كبير من السياسيين في إسرائيل، خصوصاً اليمينيين منهم، إلى جانب علاقاته الدولية". وينوّه إلى أن "دحلان ساعد شلاف على تدشين كازينو القمار في مدينة أريحا".

ويُردف بيلين أن "دحلان كان أثناء مؤتمر كامب ديفيد، الذي رعاه الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، بين وفد من السلطة بقيادة الرئيس الراحل ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، الأكثر اعتدالاً وبراغماتية".

اقرأ أيضاً الرئيس الفلسطيني: لا تحلموا بانهيار السلطة

ويلفت إلى أن "دحلان كان من القلائل الذين رفضوا اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، مثله مثل رئيس السلطة الحالي محمود عباس"، مشيراً إلى أن "دحلان حاول منع تنفيذ عمليات داخل إسرائيل خلال الانتفاضة". وينوّه بيلين إلى "الاتهامات بالفساد التي وُجّهت لدحلان أثناء قيادته لجهاز الأمن الوقائي في قطاع غزة، ومراكمة ثروة طائلة من خلال حصوله على 40 في المائة من نسبة الضرائب التي كانت تُفرض على البضائع التي تستورد لقطاع غزة". ووفقاً لبيلين، فقد "بلغت ثروة دحلان حالياً 120 مليون دولار، بسبب توسطه في صفقات تجارية بين دولة الإمارات وصربيا، التي منحته وأفراد عائلته الجنسية الصربية".

يُذكر أن بيلين كان في دائرة الفعل والتأثير السياسي في تل أبيب، عندما شرعت منظمة التحرير الفلسطيني في مفاوضاتها السرية مع إسرائيل عام 1993، من خلال مواقعه المختلفة، كوكيل وزارة الخارجية ونائب وزير الخارجية ووزير القضاء.

وبخلاف ما كتبه بيلين، فإن القائد السابق لقيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، الجنرال غادي شماني، يرى أنه "في حال غاب عباس عن المشهد السياسي في ظلّ تواصل انتفاضة القدس، فإنه لا يمكن أن تحلّ مكانه إلا شخصية متطرّفة تتناسب مواقفها مع المزاج العام السائد في الضفة الغربية وقطاع غزة".

وخلال مقابلة أجرتها معه قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى، الخميس الماضي، يكشف شماني أنه "من خلال ما لديه من معلومات، فإن دولاً عربية تحاول التأثير على هوية الرئيس العتيد للسلطة الفلسطينية". غير أن شماني يستدرك قائلاً إنه "في حال استمرت عمليات المقاومة الحالية، فلن يخلف عباس شخص يلقى استحسان إسرائيل والدول العربية".

ويُشدّد شماني على أنه "لسوء حظ إسرائيل فإن الجمهور الفلسطيني لم يعد يحصي عباس ولا يجد فيه مرجعية، مما دفع الشباب الفلسطيني إلى الخروج ضد إرادة السلطة الفلسطينية على نحو كبير". ويُحذّر من أن "إسرائيل ستجد نفسها في ورطة كبيرة في حال لم تدرك أن الحديث يدور عن جيل جديد من الشباب الفلسطيني مصمم على عدم القبول بتواصل الاحتلال الإسرائيلي". ويعرب شماني عن تشاؤمه "إزاء فرص تغيير الحكومة الإسرائيلية الحالية نمط تعاطيها مع السلطة".

اقرأ أيضاً: رسائل دحلان من القاهرة... رحلة البحث عن أدوار

المساهمون