هل ثمة فارق حين يغيّر كاتب لغة بأخرى وهو يتناول الموضوعات نفسها؟ لعل هذا السؤال نفسه يصبح أكثر تعقيداً حين يجري استبدال اللغة الأم بلغة أخرى؟
ستكون مثل هذه الأسئلة حاضرة غداً في "فيلا الفنون" في الرباط ضمن اللقاء الأدبي مع الكاتبة المغربية التي تستعمل اللسان الفرنسي، تورية برادة اعبابو.
تتحدّث المؤلفة عن روايتها "اليوم الأربعون" التي صدرت في شهر شباط/ فبراير الماضي في باريس عن "دار لارماتون" ضمن سلسلة "أدب العالم العربي".
لعلنا نجد أثراً لقضية لغة الكتابة في حبكة الرواية نفسها، إذ تقدّم برادة قصة امرأة يموت زوجها قبل أن تنجب منه. تصطدم المرأة بالوصايات التي تحاول الالتفاف عليها، من أسرة زوجها أو من والديها اللذين عادا لاعتبراها مسؤوليتهما.
من خلال هذه البطلة، والسياق التاريخي الذي اختارته الكاتبة، وهو سنوات الخمسينيات التي شهدت تطوّر النزعة الاستقلالية، بالمعنى السياسي، في المغرب حتى تجسّدها سنة 1956، تعيد الرواية طرح تثملات فكرة التحرّر والتباساتها وتمزّقاتها.
إذ إن البطلة تقارن بين وضع الأرملة الفرنسية ووضعها، ولكنها تقمع وعي التحرر لديها لارتباطه بالأجنبي، وبذلك تحفر الروائية في الشخصية النسائية المغربية، وفي الوقت نفسه في إشكاليات الحركة الوطنية المغربية والمناخات الاجتماعية التي تتحرّك ضمنها.