أعلن المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية في حكومة الوفاق بطرابلس عن طلب الوزارة من السلطات السعودية توضيح ملابسات اعتقال مواطنين ليبيين بمطار جدة، يوم الأحد الماضي.
وقال المكتب، في بيان رسمي له، إن الوزارة فور تلقيها خبر إيقاف مواطنيْن ليبييْن بمطار جدة وهما في طريق عودتهما إلى البلاد عقب أداء مناسك العمرة، تواصلت مع السلطات السعودية لمعرفة ملابسات وأسباب اعتقالهما..
وأضافت أن الوزارة كلفت القنصل الليبي في جدة بالاتصال المباشر بالسلطات السعودية والوقوف على خلفيات إيقاف المواطنيْن الليبييْن، وزيارتهما والاطمئنان عليهما.
كما ذكر أن وزير الخارجية، محمد سيالة، يتابع شخصيًّا ويولي اهتمامًا بهذا الموضوع مع نظيره السعودي عادل بن أحمد الجبير.
وخاطب القنصل العام بجدة صالح جوان، أمس الإثنين، مدير جوازات مطار الملك عبدالعزيز في جدة، بضرورة توضيح ملابسات توقيف المواطنين محمود بن رجب ومحمد حسين الخضراوي، لمعرفة أحوالهما وتطمين أسرتيهما ، مضيفا أن القنصلية في جدة تأكدت من توقيف المذكورين يوم الأحد الساعة الثالثة والنصف ظهرًا على رحلة خطوط الأجنحة الليبية رقم (603).
من جانبه أكد مصدر حكومي من وزارة خارجية الوفاق بطرابلس، لــ"العربي الجديد"، أن السلطات السعودية لم تتجاوب حتى الآن مع الطلب الليبي، معتبرة أن المعتقلين هما ضمن التحقيقات الجارية بشأن تعرض الحرم المكي للاعتداء .. دون الافصاح عن مزيد التفاصيل".
لكن مصادر ليبية قالت لــ"العربي الجديد" إن اعتقال بن رجب والخضراوي، جاء بناء على طلب من حكومة البرلمان شرق البلاد على خلفية صلتهما بــ"سرايا الدفاع عن بنغازي"، التي صنفتها السعودية سابقا على قائمة الجماعات المحظورة لديها .
وأضافت المصادر أن "الأمر لا يعدو كونه اختلاقاً للتهم فالمعتقلان ينتميان لمدينة الزاوية القريبة من طرابلس، ويعتبر الخضراوي من أبرز مؤيدي الاتفاق السياسي ولا علاقة له ببنغازي" موضحة أن "الخضراوي ونائبه بن رجب من أبرز معارضي حراك حفتر العسكري في غرب البلاد، ويتوليان إمرة كتائب قوية بالمدينة دخلت في صدام مسلح مع مؤيدي حفتر فيها في أكثر من مرة في الآونة الأخيرة".
وتابع أن "حكومة الوفاق تعرضت لضغوط كبيرة من مؤيديها خلال الساعات الماضية من أجل السعي لإطلاق سراح المعتقلين، لا سيما وأنهما يتوليان أمر كتائب تابعة لوزارة داخلية الوفاق".
ورجح المصدر عدم تعاطي السلطات السعودية مع طلب الوفاق لموقفها الرافض من الانخراط في المساعي السعودية لحصار قطر، مضيفا بالقول "أعتقد أن السلطات السعودية ستجد في شماعة الإرهاب الليبي سببا لتوريط المعتقلين في أحداث إرهابية تعرض لها الحرم المكي قبل أيام، أو قبول سلطات الوفاق الانخراط في مساعي حصار قطر".
كما رجح المصدر أن تقدم دول عربية أخرى على ذات الخطوة باعتقال شخصيات ليبية مناوئة لحفتر واتهامها بالإرهاب، استجابة لضغوط سعودية إماراتية لتوسيع رقعة الحصار.
ويعتبر محمد الخضراوي من أبرز قادة الثوار بمدينة الزاوية حيث شكل كتيبة الفاروق بعيد سقوط المدينة في يد الثوار منذ عام 2012، ويتولى محمد بن رجب منصب نائبه في قيادتها، ووالت الكتيبة حكومة الإنقاذ التابعة للمؤتمر الوطني السابق ، قبل أن تعلن تأييدها للاتفاق السياسي منذ انطلاق جلساته ثم الانخراط ضمن قوات حكومة الوفاق منذ دخولها لطرابلس في مارس/آذار العام الماضي.
وشاركت كتيبة الخضراوي في عمليات تأمين المدينة، بالإضافة لمشاركتها في حرب تنظيم داعش في سرت خلال العام الماضي.