استغرب القيادي بحركة "النهضة" التونسية ورئيس كتلتها البرلمانية، نور الدين البحيري، لـ"قيام بعض الأطراف بمساع متكررة لتوتير العلاقات بين تونس والجزائر، على المستوى الرسمي أو العلاقات بين الأحزاب"، وذلك على خلفية ما راج بشأن "رفض حزب "جبهة التحرير" الجزائري استقبال وفد عن الحركة".
واعتبر البحيري، في تصريح لـ"العربي الجديد" أن "ما يُروَّج له لا يستهدف "النهضة" فقط، بل يستهدف الدولة التونسية ككل"، مشدداً على أن ذلك "لا يخدم إلا الإرهاب، بالنظر إلى أن ما يربط البلدين يمتد في العمق التاريخي والديني والحضاري".
وأضاف المتحدث ذاته أن "علاقات الحزب جيّدة مع جميع الأحزاب الوطنية الجزائرية، بينها حزب (جبهة التحرير)"، مشدداً على أنه "لا أساس من الصحة لما ورد بشأن رفض استقبال الحزب لوفد حزب "النهضة".
وكانت "النهضة" قد أكدت بدورها في بيان مساء أمس الخميس، على "متانة علاقتها بالجزائر وسلامتها"، نافية تماماً ما نشر بوسائل إعلامية محلية حول "برود في العلاقات بين الطرفين أو بوادر أزمة ما"، موضحة أن زيارة وفد عنها للجزائر جاءت إثر دعوة من أمين عام حزب "التجمع الوطني الديمقراطي" ومدير الديوان الرئاسي، أحمد أويحيى.
وحول ما راج بشأن رفض الجزائر استقبال وفد يقوده رئيس "النهضة"، قال البيان إن "الغنوشي لم يتنقل للجزائر، إذ تزامنت الزيارة مع تواجده في الهند لتسلم جائزة دولية لمؤسسة "جمنالال باجاج" لنشر قيم الغاندية خارج الهند، تثميناً لجهوده في نشر قيم الحوار والتوافق والتسامح التي ساهمت في نجاح النموذج التونسي في الانتقال الديمقراطي".
ووصفت "النهضة" ما نشر بـ"التشويه والأكاذيب التي لا يمكن لها أن تمسّ متانة العلاقات مع الجزائر"، مبرزة أن وفداً من قيادتها، برئاسة وزير الخارجية السابق ومستشار رئيس الحركة للعلاقات الخارجية، رفيق عبد السلام، زار الجزائر "في إطار تواصل الحزب مع أهم مكونات المشهد السياسي الجزائري، وإثر دعوة موجهة من طرف حزب "التجمع الوطني الديمقراطي" وأمينه العام مدير الديوان الرئاسي، أحمد أويحيى، في سياق تمتين العلاقات الشعبية التونسية الجزائرية، على قاعدة العلاقات الرسمية بين البلدين".
إلى ذلك، وصف القيادي في "النهضة" البحيري عدم وجود تغطية إعلامية محلية لزيارة الغنوشي للهند لتسلّم الجائزة الدولية التي مُنحت سابقاً لنلسون مانديلا، بـ"المقاطعة الإعلامية التي تستهدف الغنوشي"، مبرزاً أن "المثير للاستغراب أن الجائزة تعد تشريفاً لا لـ"النهضة" ورئيسها فقط، وإنما اعتراف دولي بإنجازات تونس في مسار الديمقراطية".