"النكبة ونشوء الشتات الفلسطيني في الكويت": قراءة جديدة

16 أكتوبر 2018
(ساحة الصفاة وسط العاصمة الكويتية، 1949)
+ الخط -

يتناول الباحث شفيق الغبرا في كتابه "النكبة ونشوء الشتات الفلسطيني في الكويت"، الصادر حديثاً عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" ضمن سلسلة "ذاكرة فلسطين"، جانباً مهمّاً وغير موثّق من جوانب الشتات الفلسطيني لدى ثالث أكبر جالية فلسطينية في بلدان اللجوء إلى عام 1990، من خلال تقصٍّ معمّق لاستراتيجيات البقاء والتكيّف التي يستخدمها شعب مهجّر أُقصي عن وطنه بالقوة.

يتألّف الكتاب من عشرة فصول. في الفصل الأول "الاقتلاع والشتات: مدخل نظري"، يسلّط الضوء على دور الروابط على مستوى العائلة بالتحديد، وعلى مستوى علاقات القرية والبلدة، في الحفاظ على النسيج الاجتماعي الفلسطيني وإعادة بنائه وصوغه في بلدان جديدة.

يروي الفصل الثاني، "1948: في البداية كانت النكبة"، الخروج القسري الفلسطيني عام 1948، والتشتّت الفلسطيني بعدها، والذي طبع - بحسبه - مرحلة مطوّلة من التشرّد طالت العائلات الفلسطينية كلها، فترك الواقعُ الجديد لحياة اللاجئين ندوباً عميقة.

أمّا الفصل الثالث، "النخبة المهجَّرة"، فيوضّح ظروف اللجوء، وكيف كانت الكويت إحدى البلدان التي قصدها مئات من الفلسطينيين المتعلّمين وأصحاب الخبرة، و كيف تكوّن مجتمع فلسطيني جديد هناك، والدور الذي أدّته النخبة الفلسطينية في تطور هذا البلد.

في الفصل الرابع، "النخبة المُهجّرة: التماسك العائلي - المرأة والهوية الوطنية"، يقول المؤلّف إن الأولوية القصوى للوافدين الأوائل كانت إنقاذ أفراد العائلة من المعاناة؛ إذ "كان الدافع إلى توجّههم إلى الكويت وإلى أماكن الشتات الأخرى هو شعورهم بالمسؤولية حيال عائلاتهم في المقام الأول".

يرى الغبرا في الفصل الخامس، "نكبة الفلاحين والشتات"، أن الفلاحين الفلسطينيين شكلوا المجموعة الكبيرة الثانية التي وصلت إلى الكويت في مطلع الخمسينيات، وأن البُعد الأهم في تجربتهم ارتبط بمقدرتهم على التفاعل وطنياً مع النخبة المتعلّمة التي سبقتهم، ما أدّى إلى نشوء بنيان اجتماعي اقتصادي معنوي فلسطيني جديد، وهكذا تطوّر الشتات الفلسطيني الأول.

"العائلة: كيان عابر للأوطان" عنوان الفصل السادس الذي يبحث في ثلاثة نماذج هي عائلات قمر وسمور وأبو الجبين، ويفصّل السابع، "الشبكات العائلية: الديناميات الاجتماعية والبقاء"، شبكات العائلة الفلسطينية بعد عام 1948، والوظائف والأنماط السلوكية التي تظهر لديها في الكويت وفي العالم العربي والعالم الأوسع.

يبحث الفصل الثامن، "استراتيجيات التأقلم الاقتصادية والاجتماعية"، في صناديق القرى والبلدات التي أُنشِئت لتلبية الحاجات الاقتصادية والاجتماعية للناس، انطلاقاً من خلفية سكان القرى والبلدات الفلسطينية والمهن التي يشغلونها. ويناقش الفصل التاسع "غزو العراق للكويت والفرص الضائعة"، قائلاً إنه كان بإمكان الفلسطينيين في الكويت اتخاذ موقف حيادي منذ بداية الأزمة.

في الفصل العاشر والأخير، "إعادة إنتاج الشتات الفلسطيني والمستقبل"، يتناول المؤلف العلاقة بين الفلسطينيين والكويتيين بعد تحرير الكويت من الاحتلال العراقي، ومحاولة بناء علاقة جديدة بين الشعبين، بعدما تضررت بفعل الأزمة.

دلالات
المساهمون