"النساء الزرافات" عرفٌ يزول

لطالما عُرفت بعض المناطق في ميانمار واشتهرت بفضل "النساء الزرافات". تلك النساء والفتيات الصغيرات اللواتي يضعن أطواقاً نحاسية في أعناقهن منذ الصغر، فتزيد من طولها. لكنّ تقريراً من موقع "كي بي آر" الشرق آسيوي يشير إلى أنّ هذا العرف التاريخي في الثقافة الميانمارية يتجه إلى الزوال.

يقول التقرير إنّ الأجيال الشابة في البلاد ترفض وضع مثل هذه الأطواق لما تسببه من ألم. أما من يلتزمن بذلك فلم تعد المسألة لديهن تعبّر عن عرف وتقليد يردن الحفاظ عليه، بل عن طريقة فعالة لكسب المال من السواح.

تعتبر بلدة سان بون في ولاية كايا، أحد مواطن النساء الزرافات الرئيسية في ميانمار. يقول السكان إنّ كلّ نساء البلدة في وقت من الأوقات كنّ يضعن الأطواق حول أعناقهن. لكن، اليوم، لا يتجاوز العدد خمس "نساء زرافات" فقط من أصل أكثر من 200 امرأة في سان بون.

مو فوي (50 عاماً) الوحيدة في عائلتها التي تضع الأطواق. تقول: "في البداية، لم أعتد عليها سريعاً. كانت مؤلمة ورغبت في خلعها، لكنني كنت أشعر بالقلق من خسارتها نهائياً. هذه الأطواق كانت تعني الكثير لي، فقد ورثتها من جدتي لأمّي. وبعد أسبوع من الألم اعتدت عليها، ولم أشعر بأيّ غرابة من وضعها أمام الجميع".

كان ذلك قبل 20 عاماً. لكنّها اليوم تفكر في نزعها من عنقها نهائياً. حول رقبتها 14 طوقاً تزن نحو 12 كيلوغراماً. كذلك، تضع أطواقاً نحاسية أخرى حول ركبتيها.

قديماً، في عهد أجداد مو، كانت هذه الأطواق تمثل الهوية، والجمال، والثروة. تقول: "في الماضي، كان من الصعب على أيّ فتاة الزواج إذا لم تكن تضع الأطواق".

ليس هنالك تاريخ مكتوب يؤكد بدء نساء ولاية كايا بوضع الأطواق. لكنّ بعض المؤرخين يشيرون إلى أنّ التقليد يعود إلى 800 عام خلت.

تقليدياً، تبدأ الفتاة الكايانية في وضع الطوق الأول في عيد ميلادها الخامس. تضيف طوقاً جديداً كلّ عام حتى تتزوج. لكنّ الأمر اختلف تماماً اليوم، فلم يعد الأمر مرتبطاً بالزواج. فمن ما زلن يضعن الأطواق هدفهن كسب الرزق من خلال الرقص والعرض. بينما تسافر بعض "النساء الزرافات" إلى تايلاند والصين المجاورتين للغرض نفسه.

من جهتها، تقول الخبيرة في الثقافة الشعبية كياو ثان: "علينا أن نتخذ إجراءات للحفاظ على التقليد، لا عن طريق دفع النساء إلى العمل في الفنادق، بل تأمين سبل الحياة لهن في بلداتهن". مع ذلك، لا تضع أيّ من بنات ثان الأطواق حول أعناقهن. لا تبدو مؤمنة بما تدعو إليه، أو متأكدة من صمود هذا التقليد في المستقبل.

اقرأ أيضاً: أفضل مأكولات قبل النوم وأسوأها