في الأعوام الأخيرة، صار رائجًا، بشدّة أكثر من أي وقت مضى، إحياء سلاسل سينمائية كلاسيكية بأجزاء جديدة. هذا متمثّل بنجاح خارق لـ"عالم الديناصور" و"حرب النجوم". هناك محاولات إنتاج سلاسل أخرى بين حين وآخر. لذا، لم يكن غريبًا أن تفكّر شركة "فوكس" في إنتاج جزءٍ جديد من سلسلة Predator، الذي حقّق جزؤه الأول (1987) نجاحًا كبيرًا، ودمج بشكلٍ واعٍ وذكي بين أنواع سينمائية مختلفة، كالحركة والخيال العلمي والرعب.
رغم أن أجزاءه التالية (آخرها عام 2010) لم تحقّق أي نجاح يُذكر، إلا أن اختيار المخرج شاين بلاك (1961) دفع محبّي الفيلم الكلاسيكي إلى التفاؤل بما يمكن أن يحقّقه. لكن النتيجة سيئة، فالجديد أحد أكثر الأفلام إحباطًا.
تحاكي القصّةُ الجزءَ الأصلي في تفاصيله كلّها. البطولة للفريق نفسه (جنود وضباط) الذي يحارب كائنات مفترسة أتت مجدّدًا من الفضاء، بعد استدعائهم خطأً من قِبل الفتى الصغير روري ماكينا (جايكوب ترامبلاين). ومع تطور الكائنات أكثر من قبل (حاول الفيلم تبيان هذا بشكل مفتعل جدًا)، تصبح مواجهتها أصعب بكثير.
منبع التفاؤل من اختيار شين بلاك متأتٍ من أنه مخرج خبير في تقديم أعمال حركة ممتعة ومقدَّرة فنيًا في آنٍ واحد. ففي أفلامه السابقة ـ إنْ تكن إنتاجًا صغيرًا مثل Kiss Kiss Bang Bang (2005) أو ضخمًا ضمن "عالم مارفيل" كـ"الرجل الحديدي 3" (2013) ـ خلق عالمًا فيلميًا مقنعًا ومتماسكًا، وشخصيات جاذبة لمُشاهد متمكّن من التواصل معها. لذا، كان غريبًا أن هذا تحديدًا ما يفتقده الفيلم الجديد.
محاولة محاكاة الأصل (الذي قام ببطولته أرنولد شوارزينيغر في ذروة نجوميته) وصلت إلى درجات مضحكة أحيانًا عديدة، لأن أبطال الفيلم غير المعروفين، وأشهرهم الطفل ترامبلاين، يفتقدون الجاذبية والإقناع، أو ـ وهذا الأهم ـ لأن الزمن نفسه تغيّر، وبعض الجنود مفتولي العضلات وعديمي المشاعر يُلقون جملاً رنّانة وحادّة، هي جزء من كلاسيكية العمل الأصلي في ثمانينيات القرن الـ20، تقبّلها المشاهدون حينها، لكنها لم تُحدث الأثر نفسه في فيلمٍ مُنتج عام 2018، بالأفكار المتغيّرة كلّها ونوعية المُشاهدين راهنًا. لذا، فإنّ الشخصيات مجوَّفة، تُفقَد الصلة بها منذ أول لحظة حتى النهاية. لا اهتمام بمصائرها ولا حروبها ولا محاولاتها النجاة؛ ولن يُصدَّق قطعًا أن مصير البشرية مُعلَّق بالمعارك تلك.
اقــرأ أيضاً
خلاف ذلك، فإن شاين بلاك مُحبِط جدًا في صوغه عالمه السينمائي. المخرج الذي كانت إحدى مميزاته المشهدية كامنةٌ في تتابع الحركة القوية المركّزة في أفلامه، يعجز في The Predator عن تحقيق مشهد واحد يمكنه أن يُشعِر المُشاهِد بالرعب والترقّب أثناء مشاهدته، أو يجعله يتذكّره بعد نهاية الفيلم. ولا مبالغة أبدًا في كون الظهور المكثّف للـ"بريداتورز" أفقده تمامًا قدرته على التأثير في المُشاهدين، وأن التضخيم الكارتوني له باعتباره "كائنًا خارق القوى" أتى بأثر عكسي وجعل الأمر كله ذا طابع طفولي.
النتيجة؟ فشل ضخم في شبّاك التذاكر وفي استقباله النقديّ. فالفيلم لم يجتذب أي جمهور جديد، ولم يشبع فضول أو اهتمام عشّاق السلسلة القدامى، وبالطبع كان سقطة غير مفهومة لمخرج جيد مثل شاين بلاك.
تحاكي القصّةُ الجزءَ الأصلي في تفاصيله كلّها. البطولة للفريق نفسه (جنود وضباط) الذي يحارب كائنات مفترسة أتت مجدّدًا من الفضاء، بعد استدعائهم خطأً من قِبل الفتى الصغير روري ماكينا (جايكوب ترامبلاين). ومع تطور الكائنات أكثر من قبل (حاول الفيلم تبيان هذا بشكل مفتعل جدًا)، تصبح مواجهتها أصعب بكثير.
منبع التفاؤل من اختيار شين بلاك متأتٍ من أنه مخرج خبير في تقديم أعمال حركة ممتعة ومقدَّرة فنيًا في آنٍ واحد. ففي أفلامه السابقة ـ إنْ تكن إنتاجًا صغيرًا مثل Kiss Kiss Bang Bang (2005) أو ضخمًا ضمن "عالم مارفيل" كـ"الرجل الحديدي 3" (2013) ـ خلق عالمًا فيلميًا مقنعًا ومتماسكًا، وشخصيات جاذبة لمُشاهد متمكّن من التواصل معها. لذا، كان غريبًا أن هذا تحديدًا ما يفتقده الفيلم الجديد.
محاولة محاكاة الأصل (الذي قام ببطولته أرنولد شوارزينيغر في ذروة نجوميته) وصلت إلى درجات مضحكة أحيانًا عديدة، لأن أبطال الفيلم غير المعروفين، وأشهرهم الطفل ترامبلاين، يفتقدون الجاذبية والإقناع، أو ـ وهذا الأهم ـ لأن الزمن نفسه تغيّر، وبعض الجنود مفتولي العضلات وعديمي المشاعر يُلقون جملاً رنّانة وحادّة، هي جزء من كلاسيكية العمل الأصلي في ثمانينيات القرن الـ20، تقبّلها المشاهدون حينها، لكنها لم تُحدث الأثر نفسه في فيلمٍ مُنتج عام 2018، بالأفكار المتغيّرة كلّها ونوعية المُشاهدين راهنًا. لذا، فإنّ الشخصيات مجوَّفة، تُفقَد الصلة بها منذ أول لحظة حتى النهاية. لا اهتمام بمصائرها ولا حروبها ولا محاولاتها النجاة؛ ولن يُصدَّق قطعًا أن مصير البشرية مُعلَّق بالمعارك تلك.
خلاف ذلك، فإن شاين بلاك مُحبِط جدًا في صوغه عالمه السينمائي. المخرج الذي كانت إحدى مميزاته المشهدية كامنةٌ في تتابع الحركة القوية المركّزة في أفلامه، يعجز في The Predator عن تحقيق مشهد واحد يمكنه أن يُشعِر المُشاهِد بالرعب والترقّب أثناء مشاهدته، أو يجعله يتذكّره بعد نهاية الفيلم. ولا مبالغة أبدًا في كون الظهور المكثّف للـ"بريداتورز" أفقده تمامًا قدرته على التأثير في المُشاهدين، وأن التضخيم الكارتوني له باعتباره "كائنًا خارق القوى" أتى بأثر عكسي وجعل الأمر كله ذا طابع طفولي.
النتيجة؟ فشل ضخم في شبّاك التذاكر وفي استقباله النقديّ. فالفيلم لم يجتذب أي جمهور جديد، ولم يشبع فضول أو اهتمام عشّاق السلسلة القدامى، وبالطبع كان سقطة غير مفهومة لمخرج جيد مثل شاين بلاك.