ولفت "الموساد" إلى أن المرشحين الجدد سيتم استيعابهم كـ"ضباط استخبارات"، وهو المصطلح الذي يطلقه الجهاز على عدد من المواقع المهنية داخله، والمتعلقة بجمع المعلومات الاستخبارية من خلال تجنيد العملاء، أو تحليل المعلومات الاستخبارية من خلال العمل في دوائر البحث في الجهاز، إلى جانب القيام بمهام إدارية، سواء داخل مقار الجهاز في إسرائيل، أو ممثلياته في الخارج، التي تعمل تحت غطاء دبلوماسي في السفارات والقنصليات الإسرائيلية المنتشرة في أرجاء العالم.
وجاء في نص الإعلان، الذي نشره موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" صباح اليوم: "إن كنتم من الحاصلين على اللقب الأول أو أكثر في الفلسفة، التاريخ، الإعلام، القضاء، العلوم السياسية، وإدارة الأعمال...عليكم أن تعلموا أن الموساد يحتاجكم".
وحسب الإعلان، فإن هناك تخصصات أكاديمية فرعية يُعنى "الموساد" بأن يكون المرشحون الجدد حاصلين على مؤهلات فيها، مثل: الدراسات الأمنية ودراسات الشرق الأوسط، علمًا أن الإعلان شدد على أن "الموساد" لا يشترط على المرشحين للانضمام إليه أن تكون لديهم خبرة سابقة في مجال العمل الاستخباري.
وحول طابع وظيفة "ضابط الاستخبارات" التي سيتنافس عليها المرشحون الجدد، جاء في الإعلان: "ضابط الاستخبارات، هو موقع يمنحك التأثير على واقع العمل داخل الجهاز، حيث إن ضمن المسؤوليات المترتبة على هذا الموقع: تقديم صورة استخبارية، بلورة توصيات استخبارية وميدانية عملية واقتراح وسائل لتكون هذه التوصيات قابلة للتطبيق".
وأشار الإعلان إلى أن منصب "ضابط استخبارات"، المشار إليه، يمنح المرشح لشغله القدرة على تقديم تصورات ورؤى بعيدة المدى ومتعددة الجوانب في كل ما يتعلق بالعمل الاستخباري". وشدد الإعلان على أن هذا الموقع "يتطلب من المرشح، أو المرشحة، أن يكون صاحب قدرة على التحليل والتفكير بمستوى عال؛ صاحب مبادرة وإبداع؛ قدرة كبيرة على التعبير كتابة وشفاهة؛ إلى جانب ضرورة تمتعه بقدرة ممتازة على التواصل مع المحيط البشري؛ والاستعداد والقدرة على العمل تحت دائرة الضغط وفي ظروف تتسم بانعدام اليقين". على حد ما جاء في الإعلان.
ويشار إلى أنه سبق لـ"الموساد" أن نشر إعلانات للبحث عن أصحاب مهن لافتة، منها: فنان متخصص في المشغولات الجلدية، ومتخصص في مجال زرع تجهيزات خاصة في السيارات، ومختص نفسي، وخبراء في مجال الحرب الإلكترونية "السايبر"، ومحاسبون، إلى جانب نشر إعلانات للبحث عن أشخاص للعمل عملاء سريين خارج حدود إسرائيل.
ومن بين الإعلانات اللافتة التي نشرها "الموساد"، قبل عدة أعوام، إعلان يبحث عن شباب يتقنون اللغة الفارسية بشكل خاص. وقد نظر إلى هذا الإعلان، في حينه، على أنه يأتي في إطار حرص "الموساد" على التصدي لبرنامج إيران النووي، على اعتبار أن الحكومة الإسرائيلية فوضت الجهاز المسؤولية عن القيام بالأنشطة الهادفة لإحباط البرنامج النووي الإيراني.
ويعد "الموساد" الجهاز الاستخباري الوحيد في إسرائيل الذي ينشر إعلانات تجارية للبحث عن منتسبين جدد، إذ إن كلًّا من جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" وشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" يتبعان وسائل أخرى في البحث عن منتسبين جدد.
وقد كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية، العام الماضي، أن الجامعات الإسرائيلية تسلم "الشاباك"، سنويًّا، قائمة بخريجيها في المجالات المختلفة، بالإضافة إلى بياناتهم التفصيلية، ثم يقوم الجهاز بالتواصل المباشر معهم ليعرض عليهم الانضمام لصفوفه. في حين أن "أمان"، التي تعد أكبر جهاز استخباري في إسرائيل، تستغل الجنود الذين يلتحقون بالجيش ضمن الخدمة الإجبارية وتبحث عن "مناسبين" بينهم للانضواء تحت لوائها بغية العمل في مجالات استخبارية، أكبر بكثير من مجالات العمل المتوفرة في "الموساد" و"الشاباك".