يبدو أن تنظيم "داعش" سيظلّ موضوعاً مغرياً بالبحث والدراسة في خلفياته السوسيولوجية والثقافية والتاريخية، وأيضاً مادّة مثيرةً للتحقيق الصحافي.
ضمن السياق الثاني، صدر مؤخّراً في إقليم كردستان العراق كتابٌ جديد يوثّق الانتهاكات التي تعرّض لها الأكراد الإيزيديون على يد التنظيم، خلال سيطرته على بلدة سنجار والقرى التابعة لها في شمال العراق، في آب/ أغسطس 2014.
يسلّط خضر دوملي، وهو صحافي وناشط مدني في مجال الدفاع عن حقوق الإيزيديين، في كتابه "الموت الأسود.. مآسي نساء الإيزيدية في قبضة داعش"، الضوء على ما تعرّضت له نساء احتجزهن التنظيم وعاملهن كسبايا وجوارٍ، أثناء نقلهن بين مختلف المناطق الخاضعة لسيطرته في العراق وسورية.
جاء الكتاب في 25 جزءاً يتضمّن كلّ واحد منها قصّة عاشتها إحدى الضحايا، عارضاً شهاداتهن، على شكل قصص على ألسنتهن، مع ذكر أسمائهن وأعمارهن.
يقول خضر دوملي، في حديث إلى "العربي الجديد"، إن كتابه يمثّل خلاصة عملٍ مستمرّ منذ أيلول/ سبتمبر الماضي، على ملف المختطفات الناجيات، مضيفاً: "كان من الضروري توثيق بعض الجرائم التي غابت عن المتابعين، وخاصّة خطف الإيزيديين ومعاملتهم كعبيد وسبايا، وما تلا ذلك من جرائم ارتُكبت في حقّهم".
يعتقد دوملي أن هناك "من يحاول التقليل من أهمية ما لحق بالايزيديين". ويقول إنه ألّف كتابه لقرّاء العربية "حتى يتعرّفوا على جرائم التنظيم بشكل مختصر، وفقاً لشهادات من عاشوا تلك الممارسات التي تُضاف إلى جرائمه في حقّ جميع أبناء الشعب العراقي".
يضيف أن "التنظيم كان يريد فعلاً إبادة الإيزيديين، في ظل أعلام وأزياء سوداء، ولذلك سمّيت الكتاب الموت الأسود".
يوثق الكتاب مرحلة مهمّة من تاريخ الطائفة الإيزيدية وما تعرّضت له بعد السيطرة على سنجار قبل عام. وهو الأوّل ضمن سلسلة تضمّ كتابين آخرين للمؤلّف ذاته. ينقل الأوّل شهادات حية كتبتها ناجيتان، ويرصد الثاني التغيير الذي طرأ على بنية المجتمع الإيزيدي بعد تلك الأحداث. يعلّق دوملي: "مع كلّ نجاة لفتاة إيزيدية تتكشّف فضائع جديدة".