"المهرجان الدولي للشعر": قصائد في ضيافة سيدي بوسعيد

06 يونيو 2019
الشاعر الأميركي جاك هيرشمان من المهرجان (كريستوفر ميشيل)
+ الخط -

من 14 إلى 16 من الشهر الجاري، ينعقد "المهرجان الدولي للشعر" في دورته السادسة في سيدي بوسعيد، وهي المدينة التي تشرف من إحدى روابي الضواحي الشمالية لتونس العاصمة على المتوسّط.

يسعى هذا المهرجان إلى التمايز عن بقيّة المهرجانات الشعريّة العربيّة التي باتت متشابهة إلى حدّ التطابق. فمن خصائصه أنه يحتفي، على وجه الخصوص، بالشعر المتوسطي في تعدّده وتنوّعه واختلافه، مستشرفاً آفاقه الرمزية والاستعارية الجديدة، باحثاً عن الخيوط التي تنتظم تجاربه على تقاذف المسافات بين بلدانه.

لكن هذا الاهتمام بالشعر المتوسّطي لا يلغي، بطبيعة الحال، التركيز على القصيدة العربية الجديدة في أحدث تجلياتها، بل إنّ من أهداف المهرجان عقد حوار بين القصيدة العربية وجاراتها القصائد التي تكتب في مختلف البلاد المتوسطية من أجل الموازنة والمقارنة.

فالمهرجان يسعى، بحسب مدير المهرجان الشاعر التونسي معز ماجد، إلى تأمل منزلة القصيدة العربية في سياق الشعر العالمي، حيث يعتبر أن هذا المهرجان سيمكّن عدداً من شعراء العالم من الاطلاع على التجربة الشعرية العربية، كما سيتيح الفرصة للقصائد العربية أن تستضيفها لغات أخرى وللقصائد الأجنبيّة أن تنقل إلى لغتنا العربيّة.

من خصائص "المهرجان الدولي للشعر" أيضاً تنظيم فعاليّاته في الفضاءات المفتوحة أي في الساحات العامّة والمقاهي والحدائق وشواطئ البحر حتى ينعقد اللقاء، أحياناً دون إعلام مسبق، بين الشعراء وأهل المدينة وسيّاحها، فـ"الدورات السابقة أثبتت أنّ الشاعر قادر على أن ينحت لنفسه مكاناً متميّزاً في الفضاء العامّ"، كما يشير ماجد.

كان طموح القيّمين على المهرجان، منذ بدايته، أن يصبح تظاهرة شعريّة أساسية في جنوب المتوسّط. ربما نذكر هنا تصريحاً سابقاً لرئيس المهرجان، رؤوف الدخلاوي، والذي كان لسنوات خلت رئيس بلديّة سيدي بوسعيد، حين قال: "نحن لا نشكّ في أن هذا المهرجان سيتحوّل بسرعة إلى واحد من أهم المهرجانات الشعرية العالمية".

ربما بسبب هذا الطموح، لا ينغلق المهرجان على أفقه المتوسطي، حيث يستضيف شعراء من مختلف بلدان العالم، ومن ضيوف هذا العام الشاعر الأميركي جاك هيرشمان، وهو الذي ناهض سياسة بلاده في فيتنام واستبسل في الدفاع عن حقوق المضطهدين في أميركا. كما يستضيف المهرجان شعراء من سويسرا وأوكرانيا والسويد وكوبا، حيث يحضر من الأخيرة فيكتور رودريغث نونييث.

من الشعراء العرب والمتوسطيّين المشاركين في الدورة السادسة نذكر: فتحي النصري، ومحمد كمال قحة، وإيناس العباسي، ولمياء المقدم من تونس، وسميرة نقروش من الجزائر، وزاهر الغافري من عُمان، وعباس بيضون من لبنان، ومحمد الحرز من السعودية، وغادة خليل من الأردن، وعبد الرحيم الخصار من المغرب، وآلاء حسانين من مصر، وروي كوياش من البرتغال، وكرستوف مانون من فرنسا، وفرنشيسكا سيرأنيولي، وراك الانسيروس من إسبانيا، وبيجان ماتور من تركيا.

المساهمون