"المهرجان الدولي لسينمات آسيا في فيزول" يحتفل بمنغوليا

03 فبراير 2018
من "الكلب الأصفر المنغولي" لدافا (موقع المهرجان)
+ الخط -
تحتفل الدورة الـ 24 (30 يناير/ كانون الثاني ـ 6 فبراير/ شباط 2018) لـ "المهرجان الدولي لسينمات آسيا في فيزول" (فرنسا) بمنغوليا، إذْ يُقام معرضٌ خاصّ بـ "الموطن المنغولي"، افتُتح عشية بدء الدورة الجديدة هذه، متضمّناً جوانب أساسية من التقاليد الحياتية للمنغوليين.

والمعرض يحمل عنوان "فيزول بتوقيت منغوليا"، وفيه أنواع فنية مختلفة: زخرفة، أعمال تحريك مع مغنية الـ "بوب" مياغماسورِن باتبايار، بالإضافة إلى تقديم مؤلّفات أدبية، وإقامة معرضٍ لملصقات الأفلام، وتنظيم أمسية احتفالية تكريماً لسينمائيي منغوليا المُشاركين في المهرجان.

وبحسب تعليقات مختلفة، فإن "الحدث الاستثنائي" كامنٌ في "سينما منغوليا"، الذي يُقام بحضور المخرجين بيامباسورِن دافا وجيغيدسورِن غومبوجاف، وشخصيات سينمائية أخرى، قادمة من تلك البقاع الجغرافية، "للمشاركة في هذه الاستعادة الفريدة من نوعها"، التي تُعرض فيها أفلامٌ عديدة، كـ "حكاية الجمل الذي يبكي"، و"الكلب الأصفر لمنغوليا"، و"حصانا جانكيزخان"، التي أنجزتها كلّها المخرجة دافا في الأعوام الـ 15 السابقة، ويعود آخرها إلى عام 2011.

أفلام تُلقي ظلالها على أكثر من 500 فيلم آخر، مُنجزة كلّها منذ عام 1936، مع ظهور أول روائي طويل بعنوان "ابن منغوليا" للمخرج إيليا تروبيرغ، وهو أحد الأفلام المُشاركة في "فيزول" أيضاً.

ورغم أنها كانت خاضعة للاتحاد السوفياتي السابق، حتى عام 1992، استفادت منغوليا من التدريبات وتوفير المعدات التي أمّنها لها الاتحاد نفسه. لكن، في مقابل سينما ـ تمّ التعامل معها، أساساً، كأداة للدعاية وتثقيف الجماهير، إيديولوجياً، لصالح الكتلة الشيوعية الواحدة ـ كان هناك "مؤلّفون سينمائيون" أنجزوا روائع بصرية مختلفة، بينها عشرات الأعمال التي ستُعرض في الدورة الـ 24 تلك، وهي غير معروفة سابقاً، وغير معروضة خارج منغوليا أبداً.

وكما يُعرِّف بيانٌ صادرٌ عن إدارة المهرجان في هذه المناسبة، فإن هذه الاحتفالية متماشية مع "المهمّة الفنية"، التي تقضي بأن يكون المهرجان "أداة" بحث دائم عن التراث السينمائي الآسيوي والعالمي، والدفاع عنه أيضاً. إذاً، أول فيلم منغولي يحمل اسم "ابن منغوليا" (1936)، لإيليا تروبيرغ: يروي حكاية تسيفين، وهو شاب بدوي ونقي وساذج، يُغرم بالجميلة ديلما، لكنه ينخدع بأكاذيب الصيني بوياندالي، فيغادر البلد بحثاً عن السعادة.

أثناء رحلته هذا، يواجه تحدّيات، ويخوض مغامرات. عُرض للمرة الأولى في 6 يوليو/ تموز 1936، في ذروة صعود القوميات حينها، عندما تمكّنت منغوليا من تحقيق أول فيلم روائي طويل لها. ومع أنه مُصوَّر بفضل تعاون روسي، إلاّ أن الـ "كاستنغ" وفريق العمل التقني هم، جميعهم، منغوليون.

يُذكر أن الفيلم مستوحى من حكاية خرافية تقليدية منغولية، بعنوان "على الدرب الكبير"؛ وأنه يمثّل، للمرة الأولى، حياة الرعاة البدو على الشاشة الكبيرة. كما أحدث ضجةً، بسبب ترميزاته السياسية المبطّنة، وبسبب تمثيله الأماكن والطقوس البوذية. أُخضِع للرقابة، عند إطلاق عرضه التجاري، وتمّ نبذه في منغوليا حتى سقوط النظام الشيوعي عام 1992، بينما أدرجته "نيويورك تايمز"، حينها، في لائحة "أجمل 100 فيلم في تاريخ السينما".

أما فيلم "الكلب الأصفر المنغولي" (2005)، للمخرجة دافا، فيروي حكاية نانسا (6 أعوام)، المُقيمة مع عائلتها البدوية في شمال منغوليا، والتي تعثر على كلبٍ، تأخذه معها إلى بيتها، رغبةً منها في الاحتفاظ به. لكن، بسبب الخرافات، يرفض الأب بقاءه في منزله، ظنّاً منه أنه يجلب للعائلة الويل والشؤم والمِحن، فيضغط على ابنته للتخلّص منه.


الفيلم مستوحى من قصة منغولية بعنوان "قبو الكلب الأصفر" لغانتا لاهغْفا. إنه نشيد للحياة البسيطة، ومرتكز على الوثائقي والروائي معاً، تقول عنه مخرجته إنه "يُشجِّع على رؤية الحياة خارج قيمها المادية".
المساهمون