منذ تسعينيات القرن الماضي، بدأ الاتحاد الأوروبي بتأسيس تظاهرات ثقافية في عدد من البلدان العربية، في محاولة منه لتكريس بعد ثقافي موحّد يمثّل جميع بلدانه الثمانية والعشرين، وحتى تلك التي لم تكن قد حصلت على عضوية كاملة بعد.
تركّز معظم تلك الفعاليات على التعريف بالثقافة الأوروبية؛ حيث تقام مهرجانات متخصّصة في السينما في عدد من العواصم العربية، إضافة إلى العروض الموسيقية المتفرّقة طوال العام، كما تسعى إلى إبراز كتّاب ومثقّفين عرب يكتبون بإحدى لغات "القارة العجوز".
في هذا السياق، تنطلق الدورة العشرون من "المهرجان الثقافي الأوروبي" في الجزائر العاصمة عند العاشرة والنصف من مساء بعد غدٍ الجمعة، وتتواصل حتى السابع والعشرين منه، وتتوزّع أنشطته بين ثلاث مدن أخرى، هي: بجاية ووهران وتيزي وزو.
تحت شعار "الاحتفال بالعيش معاً"، تُفتتح الدورة الحالية بحفل للموسيقي الجزائري جمال لعروسي (1966) الذي يعزف على الغيتار والعديد من الآلات الإيقاعية، وتتنوّع أغانيه بين العربية والأمازيغية والفرنسية، ويمزج بين موسيقى الجاز والموسيقى الجزائرية.
وتحضر من بلغاريا فرقة "تريمونا" التي أسّسها كلّ من كالويان دوشيف كومانوف وفلاديمير كانشيف فلاديمروف اللذين يقدّمان أغانيَ تنتمي إلى تراث بلادهما، كما تحضر فرقة "أركيس" الألمانية التي تؤدّي مقطوعات من الموسيقى الكلاسيكية لكلّ من باخ ودفوراك وبيرنشتاين وبارتوك وبرشوين.
كما تشارك فرقة "موزايكا مانوفيلا" الإيطالية المتخصّصة في موسيقى الروك، و"تيستزتا فوراس" من هنغاريا، والفنانة البرتغالية كلاوديا ليال التي تقدّم موسيقى الفادو، وياسمينا بتروفيتش وعمار عمارني من كرواتيا.
في الشق السينمائي، يُعرض فيلم "ياو" (2018) للمخرج الفرنسي فيليب جودو، والذي يروي قصة فتى سنغالي يتمنّى مقابلة الممثّل الفرنسي سيدو تال، وحين يزور الأخير دكار يسير ياو على قدميه أكثر من ثلاثمئة وثمانين كيلو متراً لتحقيق حلمه.
أمّا فيلم "غريب في الجنة" (20137) للمخرج الهولندي جويدو هيندريكس، فيقدّم نماذج عديدة لمهاجرين يأتون إلى هولندا فيواجهون مشاكل وصعوبات تعكس إخفاق المجتمعات الأوروبية في التعامل مع اللجوء، من خلال سلوكيات عنصرية رافضة لوجودهم أو غير مبالية بهم، أو أخرى تدّعي مثالية متوهّمة.