منذ تأسيسه عام 2003، توجّه "المهرجان الدولي للفنون التشكيلية" في المنستير (160 كلم جنوبي تونس العاصمة) نحو توسيع دائرة المشاركين فيه كلّ عام لتشمل تجارب من مختلف أنحاء العالم، في سعي لخلق مساحة حقيقية من التفاعل بين تجارب تنتمي إلى ثقافات متنوّعة.
في الوقت نفسه، قامت "الجمعية التونسية للفنون الجميلة" في المدينة بجمع أعمال للمشاركين خلال أكثر من عقد ونصف، ليُفتتح في حزيران/ يونيو من العام الماضي الجزء الأول من "متحف محمّد محسن القطاري" الذي يضمّ أكثر من ألف وخمسمئة عمل فني، ويحتضن هذا العام جزءاً من الفعاليات.
حتى التاسع والعشرين من الشهر الجاري، تتواصل الدورة السابعة عشر من التظاهرة التي انطلقت في التاسع عشر منه تحت شعار "فن وسلام"، بتنظيم من وزارة الثقافة وإشراك عدد من مؤسسات المجتمع بهدف "تجميل المدينة وانخراط مختلف القطاعات والشرائح الاجتماعية في دعم الفنون"، بحسب بيان المنظّمين.
تتوزّع الفعاليات على عدّة فضاءات منها مقرّ الولاية والسوق المركزية، وتقام ورشات قرب السور الأثري للمدينة والمنارة التي تقع في محيط مكتب البريد، كما تستضيف المكنين (إحدى مدن ولاية المنستير) جانباً من ورشات وأنشطة المهرجان.
وتنظّم أيضاً ورشة للرسم تحت الماء، إضافة إلى تنظيم زيارات إلى الجنوب التونسي والصحراء ومدن الجم والمحرس، وصولاً إلى مطماطة والقرية البربرية توجان ومدنين وشنني وقصر غيلان وشط الجريد والشبيكة وعنق الجمل وقفصة، حيث تصمّم مجموعة من الجداريات من قبل المشاركين في أكثر من موقع.
يكرّم المهرجان الفنان التشكيلي السوري نزار الحطاب (1969) الذي درس الفن على يد عدد من الفنانين السوريين، في مقدّمتهم فاتح المدرس وأدهم إسماعيل، وأقام معرضه الأول عام 1985 ثم توالت معارضه في ألمانيا وتركيا وفرنسا وإيطاليا واليونان.
يشارك في المهرجان حوالي ثمانين فناناً من خمسة وعشرين بلداً، منهم غيل ديفيس من الولايات المتحدة، وسوزي إبراهيم من ماليزيا، وليلى يوكزيل من تركيا،وليزا جوليان من فرنسا، وماريا لويزا تريدور من ألمانيا، وجمال طالبي من الجزائر، وأماني سليمان وهنا نصر وملاك ماهر من مصر، ومحمد فتاح محمد وأسعد علوان محسن من العراق، إلى جانب علي الزنايدي، عبد المجيد عياد، ومحمد المالكي، وطارق عبيد، وحمدة دنيدن، وعبد الحميد التابوتي ونجيب الشك وعبد الفتاح بوستة من تونس.