درجت في السنوات الأخيرة محاولات المشتغلين ضمن الفلسفة على الخروج عن الأطر المكرّسة، مثل الدرس الجامعي وتأليف الكتب والنشر في مجلات متخصّصة، للوصول إلى جمهور أوسع، وكثيراً ما تجري الاستفادة من التقنيات الحديثة أو من تصورّات مبتكرة في التواصل.
ضمن هذ الإطار، تُعقد ندوة بعنوان "الممارسات الفلسفية الجديدة: الفلسفة الموجهة للأطفال" يوم الجمعة المقبل في "مدينة الثقافة" في تونس العاصمة، ضمن أنشطة "معهد تونس للفلسفة"، وتشرف عليها أستاذة الفلسفة هدى الكافي.
تقول الكافي في حديث إلى "العربي الجديد" بأن المقصود بـ"الممارسات الفلسفية الجديد هو توفير أشكال جديدة من ممارسة الفلسفة تهدف إلى إيصالها للجميع، ضمن مقاربات انتشرت خصوصاً في العقدين الأخيرين مثل المقاهي الفلسفية والفلسفة داخل المؤسسات، والفلسفة الموجهة للأطفال والتي ستركّز عليها في هذه الندوة".
تقدّم الكافي منذ سنوات مجموعة من الورشات والفعاليات التي تحاول إيصال الفكر الفلسفي بطرق مبسّطة إلى الأطفال. في تقييمها لهذه التجربة، تعتبر الكافي بأنها ما تزال في بدايتها، إذ تشير إلى أنه لا يوجد إقبال عن طواعية من غير توجّس وأحكام من مسبقة نحو هكذا مبادرات.
من جهة أخرى، تلفت الكافي إلى أنه من خلال اطلاعها على الأدب المكتوب للطفل قلّما تجد فيه تنمية للقدرات الفكرية، حيث يقتصر ما يُكتب للطفل على محاولات الترغيب في القراءة وتنمية بعض المهارات، ومنها تكشف بأنها بصدد العمل على مشروع جديد يتمثّل في إنشاء مكتبة الخاصة بالقصة الفلسفية الموجّهة للطفل، ضمن سلسلة بعنوان "سقراط الصغير"، وهي سلسلة ستهتم بالقصة الفلسفية الموجّهة للطفل وأيضاً ستصدر ضمنها بحوث تدرس كيفية إيصال الفكر الفلسفي إلى الأطفال.