حتى نهاية الشهر الجاري، يتواصل في "فيلا الفنون" في الرباط معرض "المكسيك.. معمار معاصر"، والذي يُقدّم مجموعة من المباني التي أُنجزت في السنوات العشر الأخيرة منتقاة من أعمال 118 مصمّماً معمارياً، أعمارهم بين 28 و88 عاماً. ومن خلالها، تنعكس التحوّلات التي يعشيها البلد اقتصادياً وديمغرافياً وجمالياً.
المعرض، الذي تنظّمه السفارة المكسيكية في الرباط، يأتي إلى المغرب بعد أن حطّ في بلدان متوسّطية أخرى، وهو يٌقدّم تقاطعات بين معمار المكسيك ومعمار هذه المنطقة.
يركّز المعرض على مباني الخدمات العامّة؛ مثل النقل والبريد والجامعيات والمستشفيات، باعتبارها تظهر روحاً جماعية في تمثُّل الأفكار المعمارية وتجسيد حاجيات السكّان، كما تُبيّن توجّهات الدولة في صياغة روح المدن الكبرى، وفي إرادة الاستثمار في الفضاء العام.
ما يلفت انتباه الزائر هو أن المنشآت التي أُنجزت في السنوات العشر الماضية تُظهر تراكم قرون طويلة من المعمار. مؤثّرات تراكمت على مدى قرابة أربعة ألفيات؛ حيث أن بعض المباني تستمد مفرداتها من آثار الفترة ما قبل الاستعمارية (الحضارة الأزتيكية)، وأخرى تقترب من النفَس الإسباني الذي هيمن لأكثر من ثلاثة قرون، وأخرى تبرز انعكاس الجيرة مع بلد مثل الولايات المتحدة الأميركية الذي أُغرم معماريوه بالضخامة والروح الرومانية القديمة. كما تكشف أخرى عن سرعة تأثّر المعماري المسكيكي بما يدور من توجّهات معمارية في العالم.