"المقهى الفلسفي": هل المثقّفون ضروريون؟

12 مارس 2016
(غرامشي في عمل لـ رينزو غاليوتي/ إيطاليا)
+ الخط -

ثمّة تنظيرات عدّة حول الأدوار التي يمكن أن يلعبها المثقّفون في مجتمعاتهم. لكن هذا الحديث يسبقه سؤال طالما جرى السكوت عنه: "بمَ ينفع المثقّفون؟". عادة ما يُلقي مثل هذه الأسئلة المثقّفون أنفسُهم، وهم أيضاً من يتصدّون للإجابة عنها، لذلك فإن دور المثقّف ظلّ دائماً دوراً زئبقياً مشوّشاً في الذهنيات العامة.

السؤال نفسه، سيكون مساء اليوم مدار الأمسية الرابعة من "المقهى الفلسفي"، الذي يُقام في فضاء "ليبرتي" في تونس العاصمة. المشرفون على المقهى ومديرو النقاش فيه، رحمة بلدي وصفوان طرابلسي، ليسوا مثقّفين مكرّسين بالمعنى المتداول، أي أصحاب أنشطة ثقافية قارة، إنما هم شباب يجسّدون حضوراً مختلفاً من خلال الفعاليات غير الرسمية.

انطلقت فكرة "المقهى الثقافي" في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وهو موعد غير منتظم حول أسئلة عامّة، غالباً ما تُحرج المثقّفين، أو يتحاشون الحديث عنها في الفضاءات العامة؛ مثل "التلاعب بالجماهير" (محور النسخة الأولى من المقهى) أو إمكانية التنوير في مجتمعنا (محور آخر نقاش فيه).

المدعوّون للأمسية غالباً ما يجري استقطابهم عن طريق الفيسبوك، وغالباً ما تجري الإشارة إلى مجموعة مراجع يطّلعون عليها قبل الحضور، إضافة إلى مجموعة أسئلة يُدعى المشاكون للتفكير فيها مسبقاً، أسئلة مثل "ما النخبة؟" "هل يوجد مثقّف سيء؟" أو "هل من الضروري أن نكون مثقّفين؟".

من جانب آخر، تقدّم الدعوة مجموعة من المفاهيم التي يُنصح بمراجعتها، حيث أنها تمثّل العمود الفقري للحوار. من المفاهيم التي جرى تقديمها: "المثقّف العضوي" لـ أنطونيو غرامشي و"المثقّف الجماعي" لـ بيار بورديو و"كلاب الحراسة" لـ بول نيزان.  

يجري خلال المقهى اليوم أيضاً، تقديم كتاب "عطر الغبار" للكاتب الفرنسي بيار كافاليي والذي سيكون حاضراً، غير أنه لن يتحدّث عن مؤلّفه، وإنما سيكون ضمن النقاش حول دور المثقّفين اليوم.


اقرأ أيضاً: أنطونيو غرامشي.. دفاتر من السجن العربي 

دلالات
المساهمون