ويمثل المندوبون الجمعيات الحزبية في المقاطعات والمناطق، وهي غير متساوية من ناحية التمثيل العددي، لكن يكون عادة ثلثهم من النساء، وتستمر ولايتهم لمدة عامين، يشاركون فيها في جميع المؤتمرات الحزبية التي تنعقد خلال هذه الفترة.
وتكون الولايات ذات الكثافة السكانية صاحبة التمثيل الأكبر في عدد المندوبين، فتتمثل مثلاً ولاية شمال الراين، فستفاليا، بـ296 مندوباً، وولاية بادن فورتمبرغ 154، في حين يحضر في برلين 30 مندوباً وبريمن خمسة مندوبين، أما الجمعيات الإقليمية في الولايات الشرقية فتشارك بـ103 مندوبين.
وتتم عملية الانتخاب بطريقة سرّية وفقاً للنظام الأساسي، ويفوز فيها المرشح الذي ينال الأغلبية المطلقة من الأصوات في الجولة الاولى، وفي حال عدم تحقق تلك النتيجة، تخاض دورة ثانية يتنافس فيها المرشحان اللذان نالا أكثرية الأصوات في الجولة الأولى، ليظفر بعدها بزعامة الحزب من ينال أغلبية أصوات عملية الاقتراع الثانية، علماً أنه من المفترض أن تتم عملية التصويت في فترة بعد الظهر، نظراً لكون ترتيبها في المرتبة 17 ضمن جدول أعمال المؤتمر الحزبي، وفق ما أظهرت تقارير صحافية وإعلامية.
ويختار المندوبون رئيساً للحزب لمدة عامين، من المحتمل أن يكون المستشار الألماني، أو المستشارة، بعد ميركل. ويحق للمرشحين الثلاثة، الأمينة العامة للحزب أنغريت كرامب كارنباور وزعيم كتلة الحزب الأسبق في البوندستاغ فريدريش ميرز ووزير الصحة ينس شبان، 15 دقيقة لتقديم أنفسهم مرة أخرى أمام المندوبين، قبل بدء عملية الاقتراع، حيث يعول دائماً على خطاب التقديم الذي عادة ما يلهم المندوبين، إذ يكون همهم الوحيد من يمسك الحزب بشكل أفضل ومن يستطيع العمل بانسجام مع المستشارة، علماً أنه يمكن خلال المؤتمر أن يقترح المندوبون مرشحين آخرين لرئاسة الحزب.
يذكر أن جدول أعمال المؤتمر يتضمن أيضاً انتخاب نواب الرئيس واللجنة التنفيذية الاتحادية للحزب، كما البحث في ميثاق الهجرة التابع للأمم المتحدة، والمعتمد إقراره في 10 من شهر ديسمبر/كانون الأول الحالي في مدينة مراكش المغربية. وحاز على أغلبية عند التصويت في البوندستاغ الأسبوع الماضي، فضلاً عن اقتراحات سياسية جديدة لاقتصاد السوق، وأخرى تتعلق بمسائل اجتماعية.
وتبقى عملية انتخاب أمين عام جديد للحزب مفتوحة، وذلك على ضوء ما ستظهره النتائج وحظوظ كرامب كارنباور بالوصول إلى سدة الرئاسة، هي التي أعلنت أنها ستستقيل من منصبها، حتى في حال لم توفق بكسب ثقة المندوبين، لتكون أكبر الخاسرين من بين المرشحين الثلاثة، انطلاقاً من أنها ستتنازل عن منصبها في الأمانة العامة للحزب، من دون أن تستبعد استمرارها في العمل السياسي في صفوف حزبها. أما ميرز، وفي حال الهزيمة، فسيعود إلى منصبه في شركة "بلاك روك"، فيما لن يتغير وضع المرشح شبان، وسيبقى في منصبه كوزير للصحة في الحكومة الائتلافية في برلين.
ورغم أن العديد من المندوبين لم يقرروا أو يعلنوا من سيختارون لزعامة حزبهم، تحدث عدد من السياسيين البارزين علانية لصالح أحد المرشحين، بينهم رئيس البوندستاغ فولفغانغ شويبله، الذي أعلن تاييده لميرز.بدوره، عبّر وزير الاقتصاد بيتر التماير عن دعمه للأمينة العامة كرامب كارنباور. كما فعل وزير داخلية ولاية شمال الراين فستفاليا هيربرت رويل، ورئيس وزاء ولاية شليسفيغ هولشتاين دانيال غوتنرن، فيما لم تصدر أي توصيات عن المستشارة ميركل التي اعتبرت أن الانتخابات تعبر عن حرية التعبير والديمقراطية. كما أنه لم يتضح ما إذا كان هناك تعليمات للجمعيات في ولايات مثل هيسن وبادن فورتمبرغ للمندوبين بضرورة الاقتراع لمرشح معين، وقد ينتج عنها تقرير اسم الزعيم الجديد الذي سيتولى إرث ميركل داخل "المسيحي الديمقراطي" مستقبلاً.