يعود الاهتمام العربي بالمونودراما إلى عوامل مركّبة، حيث بدا متشابكاً ومستفيداً من حضور العديد من أنواع العروض الفردية في ثقافتنا، بدءاً من بالحكواتي وليس انتهاء بأشكال الفرجة المختلطة بغناء ورقص وموسيقى كان يقدّمها مقلّد في المقاهي أو الساحات يُحاكي شخصيات بارزة على نحو خاص.
هذه الخلفية ساهمت في حضور المونودراما، إضافة إلى رغبة بعض القائمين على المهرجانات تخفيض التكاليف التي ترتفع أضعافاً عند استضافة فرق مسرحية كبيرة، وفوق ذلك كلّه شكّلت المونودراما فضاءً للتنظير والتجريب حول أداء الممثل بوصفه العنصر الرئيسي في العمل.
ليس بعيداً عن هذه المناخات، تُختتم اليوم الخميس 19 أيار/ مايو فعاليات الدورة الثانية لـ "مهرجان المسرح الفردي (مونودراما)"، والتي انطلقت أول أمس، في مدينة الناظور المغربية، تحت شعار "المسرح الفردي بين قوة البوح وأحادية الصوت"، بمناسبة اليوم الوطني للمسرح، وتنظّمه جمعية "جسور للبحث في الثقافة والفنون".
تتضمن برنامج المهرجان جلستين نقديتين؛ الأولى حول "المسرح الفردي في المغرب.. الحصيلة والمكونات" والثانية بعنوان "المسرح الفردي من الحكي إلى صناعة الفرجة"، إلى جانب ورشتين تكوينيتين في الإلقاء المسرحي، وعروضاً مسرحية، منها "مقالب" لـ عبد الحق الأعرج، و"مذكرات حمّان" لـ عبد اللطيف حسينة، ومسرحية باللغة الأمازيغية بعنوان "أو سويفون – التالي" لـ الطيب معاش.
يقدّم مساء اليوم عرضان هما: "الطيكوك" لـ عبد الحق الزروالي، و"يوميات مسحوق" لـ "فرقة "مسرح البلاد" يخرجه خضر مجدوبي، وتختتم الليلة بقراءة التوصيات.
يذكر أن هذه الدورة سمّيت بـ "دورة عبد الرحمن بن زيدان"، احتفاء بالأكاديمي والناقد المسرحي المغربي صاحب التنظيرات البارزة حول هوية المسرح المغربي وتطوّره.