تضمّن العدد الجديد (كانون الأول/ ديسمبر) من مجلة "المستقبل العربي" التي يصدرها "مركز دراسات الوحدة العربية" مجموعة من المواضيع؛ من بينها: "المخيّلة الاستعمارية لاقتلاع مدينة القدس" و"البعد الاجتماعي للتنمية المستدامة في تونس" و"العلاقات السودانية الصينية".
في المقال الأول، يطرح الكاتب الفلسطيني محمد الأسعد مدينة القدس نموذجاً لشرح ما يسمّيه بـ "المخيلة الاستعمارية"، حيث يرجع إلى منهجيات الحفريات الأثرية، مبيّناً كيف حدّد الخيال "دوراً أوسع في تحديد جدول أعمال الحفريات"، من خلال تأويلات للنص التوراتي، وأيضاً على مقولات المهووسين بـ "لوثة أورشليم" التي تتماشى مع السياسات الاستعمارية.
يشير الأسعد، هنا، إلى أن ذلك ينتج خطاباً يغذّي خيال عامة الناس والباحثين والكتّاب والفنانين في الغرب، فيقدّم في هذا الإطار عدّة أمثلة؛ كالشاعر الإنجليزي وليم بليك والرسام الهولندي رامبرانت، ليختم بالتنبيه من فرض خريطة توراتية على الأرض الفلسطينية قائمة على التلفيق.
في مقال آخر، يضيء جعفر كرّار أحمد "العلاقات السودانية الصينية" في الفترة الممتدّة من 1956 إلى 2011 (تاريخ انقسام السودان)؛ حيث يتطرّق إلى قضية الديون الصينية وطرق استفادة السودان منها، مؤكّداً على أن كل هذه العلاقات مبنية على ضوء العلاقات الدولية وليس على استراتجيات.
وفي مقال "المسلمون في روسيا"، يحاول أحمد عبد الحافظ فواز الوقوف على مستجدات علاقة الأقليات المسلمة في الجمهوريات التابعة لروسيا الفيدرالية على ضوء ما يسمّيه بالإشكاليات المعاصرة، وأهمها قضية الشيشان وعولمة الإسلاموفوبيا وانتشار الإسلام السلفي في عدة مناطق.
يقدّم العدد أيضاً حلقة نقاشية نظّمها المركز بعنوان "الصراع في سوريا وعليها". وفي قسم "كتب وقراءات"، نجد عرض هاشم قاسم لكتاب الحركة القومية العربية لهاني الهندي، و"الدولة والدين في الاجتماع العربي الإسلامي" لعبد الإله بلقريز و"تاريخ الفكر السوسيولوجي" لجان بيير دولاس وبرونو ميلي.
اقرأ أيضاً: مجلّة "عمران": عين على العنف المغاربي