"المركز العربي" يناقش مستقبل الثورات من منظور الشباب

17 يناير 2016
تساؤلات حول تحديات شباب "الربيع العربي" (العربي الجديد/أرشيف)
+ الخط -
عقد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، في العاصمة القطرية الدوحة، ورشة أكاديمية بعنوان "مستقبل الثورات العربية من منظور الشباب وخبرته"، جمعت شباباً من مصر واليمن وتونس وليبيا وسورية، تم خلالها طرح العديد من التساؤلات حول واقع وآفاق الثورات العربية.

وتطرق الشباب، خلال الورشة، إلى دورهم في المرحلة الانتقالية، وتحدثوا عن الصعوبات التي يواجهونها اليوم، والتي تتمثل معظمها في صعوبة العمل المؤسساتي أو الجماعي.


وطرح المشاركون في الورشة التحديات التي تواجه نشاطهم في الشأن العام، ففي سورية تمثلت التحديات في غياب تجمع سياسي موحد، يستطيع جمع الشباب حتى ضمن ما يعرف بالمجالس المحلية، حيث انحصر دور الشباب في عمل التنسيقيات، كما أن قصر النظر وعدم معرفة الخصم هي من أهم المشكلات التي واجهت الشباب في محاولة المشاركة في العمل السياسي. 

وفي تونس، ساهم الشباب في صنع الأحداث السياسية، ولكنه اليوم غير موجود في مراكز أخذ القرار، فهو غير متدرب على العمل ضمن مؤسسات سياسية. وتكمن الإشكالية الأساسية في أن الشباب لم يستطع أن يتحول من فكر الثورة إلى لحظة البناء، كما أن التيارات اليسارية لم تكن منتظمة حتى يتبعها الشباب، مقارنة بالتنظيمات الإسلامية.

ورأى بعض المشاركين أننا في مأزق تاريخي، حيث إن الجماهير ما زالت تتجادل حول أهلية الحكم وشرعية السلطة، بدل الحديث عن آليات بناء مؤسسات الدولة التي ستستمر، بغض النظر عمن سيحكم.


ومع غياب العامل القيادي في بداية الفعل الثوري، ظهرت أثناء هذه الانتفاضات تنظيمات وتيارات وأحزاب بعضها كان محظوراً، وبعضها كان يعمل في ظل النظام السياسي السابق، وبدأت تثبت وجودها على الأرض.

اقرأ أيضاً "المؤشر العربي" 2015:مواطنو 12 دولة يرفضون "داعش" والأسد وإسرائيل

وعن هذا تكلم المشاركون من مصر بأن سبب تعثر مسارات الثورة، أنهم لم يكونوا مستعدين للثورات المضادة وما حدث بعدها، كذلك التغافل عن تحديد المشكلات عدا السياسية التي يعاني منها المجتمع في مصر.

أما العامل الأهم فقد تمثل في التصادم الحادث بين شرعيتين: شرعية الثوار وشرعية صناديق الاقتراع، فلم تكن هناك قيادة موحدة في مصر أثناء الثورة المصرية، مما أدى إلى تعقيد مساراتها وخروجها عما هو مألوف في الثورات التي عرفها التاريخ.

وفي سورية، يتمثل المأزق الأساسي في الموقع الجيوستراتيجي والحركات الجهادية التي أصبحت تتصدر الساحة الآن، كذلك فكرة أن سورية لم تستطع إنجاز أي شيء حتى الآن.. وكلها عوامل ساهمت في تأزم الوضع أكثر.

أما تونس، فتتجلى المعضلة الأساسية فيها الآن، في استخدام القوى السياسية موضوع الإرهاب لكسر المطالب الشعبية، ما نتج عنه تعسر في المسار الديمقراطي، بالإضافة إلى استخدام الاغتيالات السياسية، وتوافق الإسلاميين مع النخب العَلمانية، مما همّش مطالب شباب الثورة، والذين يرون أنهم لم يحظوا بالتمثيل الذي يستحقونه في الدولة بعد.

أما اليمن، فكانت الأوضاع مختلفة، حيث تأتي تحديات إعادة بناء النظام السياسي، ومواجهة النفوذ الإيراني، والعنف في مقابل الحراك السياسي، بالإضافة إلى الحرب هناك، كأبرز ملامح اللحظة اليمنية الحالية.

اقرأ أيضاً ندوة المركز العربي: الشباب مستقبل المشروع الوطني الفلسطيني