أكد محافظ البنك المركزي الإيراني، عبد الناصر همتي تراجع دولة الإمارات عن ضغوطها الاقتصادية على إيران، واصفا الخطوة بأنها "جيدة وإيجابية"، مؤكدا في الوقت نفسه أن الصادرات الإيرانية النفطية "في تزايد مستمر ولم تصفّر".
وقال همتي، مساء أمس الجمعة، للتلفزيون الإيراني، في معرض رده على سؤال عما إذا كانت الإمارات قد أعادت فتح صرافات متعاونة مع إيران: "نعم بعض الصرافات التي أغلقتها أعادت فتحها مجددا".
وأضاف همتي أن: "الأنباء التي أسمعها تظهر أن الإمارات بدأت تتراجع عن قراراتها السابقة"، واصفا تلك الأنباء بأنها "جيدة وإيجابية"، معربا عن أمله أن "تخطو الإمارات نفس الخطوة في بقية المجالات أيضا".
وتشهد العلاقات الإيرانية الإماراتية، انفتاحا غير مسبوق خلال المدة الأخيرة، طاول المجالات الاقتصادية الأكثر أهمية بالنسبة لطهران، منها المجال المصرفي والمالي الذي يخضع لعقوبات أميركية مشددة، الأمر الذي ترك آثارا إيجابية على العملة الإيرانية، وساهم في تحسنها بشكل لافت.
وفي السياق، عزت الوكالات والتحليلات الإيرانية أحد أهم أسباب تحسن الريال الإيراني أخيرا بشكل ملحوظ إلى تخفيض الإمارات ضغوطها على عمليات التحويلات المالية والحوالات إلى إيران.
وفي الخامس من يوليو/ تموز الماضي، ذكرت وكالة "فارس" الإيرانية، المحسوبة على الخط المحافظ، في تقرير، أن "الإمارات خفضت في الأسابيع الأخيرة ضغوطها على الصرافات الناقلة للأموال إلى إيران بشكل ملحوظ جدا".
وأضافت الوكالة مستغربة أن "هذه الخطوة تتعارض بشكل عام مع الضغوط القصوى التي مارستها على هذا الصعيد خلال العام أو العامين الأخيرين".
وكان رئيس اتحاد التجار الإيرانيين في دبي، عبد القادر فقيهي، قد أعلن الأسبوع الماضي، في حوار مع موقع "رويداد 24" الإيراني، أنه أجرى مباحثات مع السلطات الإماراتية لحل مشاكل التجار الإيرانيين وتلقى وعودا بذلك.
وأضاف فقيهي في تصريحاته، الأحد الماضي، أن "فضاء جديدا بدأ يفتح للتجارة بين إيران والإمارات"، مشيرا إلى أن حاكم دبي قد وعده بتمديد تأشيرات ملغاة للتجار الإيرانيين، وإعادة فتح حسابات مغلقة بسبب العقوبات الأميركية.
وعلى صعيد آخر، أشار همتي، إلى أن "مبيعات النفط الإيراني مستمرة، ولم تصفّر رغم المحاولات الأميركية"، مؤكدا أن هذه المبيعات في تزايد مستمر بشكل تدريجي، مضيفا "عندما يفرضون عقوبات وقيودا تتراجع الصادرات النفطية لكن ترتفع بعدها مجددا".
وكشف أن بلاده "لديها طرق غير تقليدية" في بيع نفطها و"هناك محاولات تبذل في هذا الصدد".
يأتي ذلك، في وقت، كشفت فيه وكالة الطاقة الدولية أمس الجمعة، أن صادرات إيران النفطية انحسرت الشهر الماضي إلى أسوأ مستوياتها منذ ثمانينيات القرن العشرين، مشيرة إلى أن العقوبات الأميركية على إيران تسببت في دفع صادرات طهران من النفط للخام للانخفاض في يوليو/ تموز بمقدار 130 ألف برميل يومياً إلى 400 ألف برميل يومياً، وهو أدنى مستوى منذ الثمانينيات.