"المدفعجية" أبدعوا في الربط بين القوة البدنية والمهارة التقنية

أحمد مختار

avata
أحمد مختار
11 اغسطس 2014
754B97BA-1437-4177-BA16-EBEC33B543D7
+ الخط -

فاز أرسنال الإنجليزي بلقب الدرع الخيرية، على حساب مانشستر سيتي بطل الدوري، بعدما توج بطلاً للكأس، وحقق أول بطولة له هذا الموسم، ورغم أنه لقب خيري خاص بدرع المجتمع، لكنه يُحسب في النهاية لرصيد الأستاذ أرسين فينجر وتلاميذه "المدفعجية".

ظهر الفريقان بشكل مغاير تماماً لما آلت إليه الأمور في النصف الأخير من الموسم الماضي، حيث تعثّر أرسنال كثيراً في النهايات، لكنه بدأ بشكل رائع هذه المرة، بينما أنهى السيتي الدوري بأداء إعجازي لكنه فقد الكثير من قوته خلال مباراة السوبر.

وعلى طريقة الكبار، أكد فينجر خلال فترة الإعداد الصيفي بأن فريقه سيعود إلى منصات التتويج قريباً، وأن أيام أرسنال الذهبية قادمة لا محالة، ورغم أن الوقت ما زال مبكراً، إلا أن المباراة قد أثبتت تعديلات واضحة في طريقة لعب الفريق اللندني، وأوضحت أن كتيبة التشيلي بيليجريني تحتاج إلى عودة جميع عناصرها الأساسية من أجل شحن المجهود مجدداً، ومواصلة اللعب مع الكبار في الملاعب البريطانية.

خلطة فينجر
لعب الفرنسي فينجر بتنوع ومرونة تكتيكية واضحة، الجمع بين خطط (4-1-4-1) و (4-2-3-1) و(4-3-3) في آن واحد، بسبب امتلاكه مجموعة من اللاعبين الذين يجيدون تبادل المراكز، وشغل أكثر من مكان خلال المباراة الواحدة. وبدأ مايكل أرتيتا كمحور صريح متأخر حتى يقوم بالتغطية العرضية خلف زملائه، بينما أدى ويلشر دور لاعب الارتكاز المساند، الأقرب إلى صانع اللعب المتأخر حتى يضمن خروج الكرة من الوسط بشكل سليم، مع انطلاقات أرون رامسي في كل أرجاء المستطيل الأخضر، يميناً ويساراً، في الخلف وإلى الأمام، توليفة ثلاثية آتت ثمارها خلال التسعين دقيقة.

رمى الأستاذ بكل ثقله الفني على ثنائية الأطراف التي دعمت كثيراً خط الهجوم، حيث يتحرك سانشيز في المساحات، خاصة وأن التشيلي ينطلق دون رقابة واضحة، لذلك لعب بأريحية في الثلث الهجومي الأخير، بينما تميز الإسباني سانتي كازورلا كجناح يقطع داخل العمق، فكانت جل الألعاب الناجحة لكازورلا، حينما يترك مكانه على الطرف، ويصبح صانع لعب صريح أو مهاجم متأخر... تكتيك أدخله بيليجريني مدرب السيتي، حين كان هناك تعاون ثنائي داخل "قلعة المدريجال" فياريال.

ظهرت علامات استفهام كبيرة قبل المباراة حول مهاجمي أرسنال، لكن سانوجو شارك في أول هدفين، وجيروه تمكن من تسجيل الهدف الثالث.
وظهرت قيمة الثنائي في اللمسة الأولى لهما، حيث يعتمد أرسنال كثيراً على سياسة القادمين من الخلف، ومع وجود مهاجم طويل قادر على خطف اللعبة الأولى، فإنه سيوفر تمريرة أخرى ثانية إلى لاعب الوسط المتقدم أو الجناح القاطع، ولو عدنا إلى الهدفين الأول والثاني، سنجد أن سانوجو كان عاملاً مشتركاً بين كل من الجناح سانتي ولاعب الوسط الحر رامسي.

ورغم الفوز الكبير، فقد ظهرت هفوات قاتلة مستمرة، خصوصاً في المساحات الكبيرة خلف وسط الفريق، وتُعرف المنطقة الحمراء بأنها الفاصلة بين خط الدفاع وارتكازه، ومع غياب لاعب ارتكاز دفاعي صريح، تظهر الفجوة بعمق أمام منطقة الجزاء، لكن لم ينجح لاعبو السيتي في استغلال نقطة الضعف، وأضاعوا أهدافاً عديدة خلال شوطي المباراة.

غياب السيتي
توضح بشدة تأثير غيابات النجوم عن تشكيلة السيتي، مثل كومباني وأجويرو والبقية، لأن غيابهم جعل تشكيلة بطل الدوري ضعيفة، وراهن بيليجريني على طريقة لعبه الشهيرة (4-4-2)، التي تتحول إلى (4-4-1-1) بتحركات يوفيتيتش بين الهجوم ومنطقة الوسط، على غرار النجم الأرجنتيني كون أجويرو والإسباني الغائب ألفارو نيجريدو، ورغم المجهود الكبير الذي بذله نجم منتخب الجبل الأسود إلا أن اللمسة الأخيرة عاندته كثيراً في أكثر من محاولة، وفشل الفريق ككل في التسجيل.

مشاكل السيتي في المباراة انقسمت إلى شقيّن، الأول: هو التغطية الدفاعية السيئة من جانب الثنائي فيرناندينيو ويايا توريه، بسبب تقدمهما المبالغ فيه إلى الهجوم، وترك الدفاع دون ضابط، وقد تفطن بليجريني إلى هذا العيب خلال الموسم الماضي، ولعب في المباريات الكبيرة بثلاثة لاعبين في المنتصف من أجل سد العجز وإعطاء الحرية الكاملة للفيل الإيفواري يايا توري، الذي يتألق أكثر في الأمتار الأخيرة من الملعب.

أما المشكلة الأخرى، فتكمن في عدم وجود صانع ألعاب صريح، يتحكم في مجريات الأداء ونسق المباراة خلال الشوط الأول، لذلك دفع مانويل بالإسباني دافيد سيلفا، لكن ذلك حصل بعد فوات الأوان، فتشكيلة السيتي لا تتحمل وجود الثلاثي يوفيتيتش، نصري، نافاس وأمامهم مهاجم صريح، دون وجود لاعب يجيد التحرك بين الخطوط مثل سيلفا، الذي صنع الفارق خلال مباريات الحسم في الموسم الماضي نتيجة نجاحه في صناعة الأهداف خارج وداخل منطقة الجزاء.

الحسم
خلال مباريات الكؤوس أو اللقاءات الحاسمة، يأتي الحل دائماً عن طريق التفاصيل الصغيرة جداً في المباراة، وعنوان قمة الدرع الخيرية هو نجاح لاعبي أرسنال في الاستفادة من موقف واحد ضد واحد، خلال النهائي أمام مانشستر سيتي، لذلك نجح الفريق اللندني في تسجيل هدفين عن طريق تخلص سانوجو من الرقابة الفردية، وإيصال الكرة إلى زميل آخر متواجد في موقع أفضل، كذلك جاء الهدف الثالث من حل فردي رائع، بتسديدة صاروخية من خارج منطقة الجزاء سكنت شباك الأرجنتيني كاباييرو.

أضاع لاعبو مان سيتي فرصاً عديدة للتسجيل، وفشلوا في التعامل مع المواقف الفردية، عكس لاعبي أرسنال الذين أبدعوا في الربط بين القوة البدنية والمهارة التقنية، لذلك سجلوا ثلاثة أهداف وخطفوا أول جائزة بالموسم الجديد، لكن المشوار سيكون صعباً للغاية أمام الجميع، في ظل منافسة شرسة مع ليفربول، ومانشستر يونايتد، وتشيلسي، بانتظار موسم ناري يفي بكل الوعود.

ذات صلة

الصورة
سانيا خاض الكثير من التجارب (العربي الجديد/Getty)

رياضة

أكد الفرنسي، باكاري سانيا، أن فريقه السابق أرسنال يقدم مستويات رائعة مع بداية الدوري الإنكليزي لكرة القدم، وهو سعيد بمشاهدة الفريق يلعب بشكل جيد ويحقق نتائج إيجابية مع انطلاق الموسم.

الصورة
GettyImages-1258598276.jpg

رياضة

شهدت مدينة إسطنبول، التي استضافت نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، احتفالات صاخبة دامت حتى ساعات الصباح الأولى، بعد فوز فريق مانشستر سيتي الإنكليزي على نظيره إنتر ميلان الإيطالي على ملعب "أتاتورك الأولمبي".

الصورة
نهائي الأبطال يُثير جماهير الإنتر والسيتي (العربي الجديد/Getty)

رياضة

تترقب الجماهير حول العالم نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم 2023، الذي سيقام في مدينة اسطنبول التركية، وسط أجواء جماهيرية نارية ومميزة

الصورة
Untitled-1.png

رياضة

تحدث النجم الإنكليزي جون ستونز في المؤتمر الصحافي الخاص لمنتخب بلاده، ورد على سؤال لـ"العربي الجديد" والذي يتعلق بغياب النجم الجزائري رياض محرز عن بطولة مونديال قطر 2022، خصوصاً أنه زميله في فريق مانشستر سيتي الإنكليزي.

المساهمون