تحت عنوان "الفلكلور والموروث الشعبي في العراق" أقام فضاء "المحطة" الثقافي في بغداد، ندوة افتراضية ليلة أمس جمعت الممثلة المسرحية والمخرجة أسل الغزي، والباحث أحمد صالح نعمة (1971)، والكاتب مفيد عباس (1969).
كانت متابعة الندوة صعبة بسبب مشكلات تقنية مختلفة، لكن ما كان يشكل مشكلة أكبر هو المحتوى الضعيف للمادة المقدمة من الشخصيات المختلفة، والتي أشارت إليها بعض تعليقات الناس، إلى جانب غياب أي سياق للحديث أو برنامج للمحاضرة، حيث اعتمدت على العفوية ولم يكن هناك من تنسيق لا في الأسئلة ولا في بناء المداخلات.
تبدو هذه الندوة أشبه بهفوة بعد أن سمعنا محاضرة قوية حول "العمارة في العراق بين الماضي والحاضر" وشارك فيها المعماري معاذ الألوسي، والأكاديمي والمعماري خالد السلطاني، والمعماري والكاتب أيضاً محمد الصوفي.
الفنانة أسل الغزي المقيمة في أميركا والتي درست المسرح في البصرة، هي صاحبة قناة على يوتيوب تحت عنوان "سالوفات أسل" والتي تقدم فيها مجموعة من حكايات التراث الشعبي الفلكلوري العراقي، وتلقيها على طريقة الحكواتية، وترتدي الزي الشعبي العراقي أيضاً، ولكنها لم تقدم شيئاً لافتاً خلال الندوة.
أما أحمد صالح نعمة، فقدم نفسه كخبير بيئي، متخصص بمجال المياه والأهوار والتربة، وهو إلى ذلك ناشط مدني وباحث بالفلكلور والتراث الشفاهي، وله العديد من المقالات العلمية، وموثق لأكثر من 200 فيديو عن البيئة، وله قناة على يوتيوب أيضاً يصوّر فيها الأهوار والأماكن الزراعية والتقاليد جنوب العراق ويتناول جمال المدن الجنوبية وتقاليدها الشعبية.
في حين يوثق الكاتب مفيد عباس الحياة البغدادية، وصدر له كتاب بعنوان "كلكم عيوني - الأريحية في هامش الحياة البغدادية" عن دار الحكمة بلندن، ووثق هذا الكتاب بين طياته أسماء لشوارع بغدادية ومحلات ومطاعم شعبية وأكلات ومواطنين بسطاء.
في مثل هذه الندوات ربما يكون من الأفضل تقليل عدد الضيوف لتجنّب المشكلات التقنية والتأخر في البث بين منطقة وأخرى، وكذلك تحديد موضوع المحاضرة بشكل أفضل، فمسألة التراث والفلكلور العراقي واسعة وتحتاج إلى محاضرات مختلفة كل واحدة تغطي مجالاً.
رغم ذلك يحسب لمركز "المحطة" الثقافي محاولته كسر الحظر والحجر في العراق، والحفاظ على استمرارية الأمسيات الثقافية الرمضانية التي كان قد اعتمدها منذ تأسيسه في عام 2018.