لا شكّ بأن "المتحف المصري" في ساحة التحرير هو أحد أشهر متاحف العالم، ويعود ذلك أساساً للجاذبية التي تمارسها الحضارة المصرية القديمة على المهتمين بزيارة المتاحف وخصوصاً منهم الأوروبيون.
يجري اليوم الاحتفال بالذكرى 117 لافتتاح "المتحف المصري"، وقد يبدو الاهتمام بهذا الحدث هذا العام خاصاً، على خلفية أن هذا المتحف سيغلق أبوابه قريباً، حيث سيجري افتتاح متحف جديد بالقرب من الأهرامات.
ولعل من أبرز النقاط التي يمكن التقاطها من فعاليات الاحتفال بذكرى افتتاح المتحف هيمنة الحضور الرسمي، وهو حضور يحجب كل المبادرات الأهلية لتطوير قطاع الآثار في مصر والنظر إليه أبعد من الاستثمار السياحي، وكأن الآثار المصرية من ملكية الدولة وحدها، الأمر الذي يرجعه البعض إلى مصالح سياسية واقتصادية، على اعتبار أن الآثار تمثّل مصدر دخل أساسي في مصر تحاول بعض الأطراف احتكاره.
ضمن الاحتفالات بذكرى افتتاح المتحف يُقام معرضان، يضم الأول مجموعة مختارة من المومياوات الملكية، ومنها خبيئة الدير البحري التي تم الإعلان عنها عام 1881، وخبيئة مقبرة الملك أمنحتب الثاني والتي عُثر عليها عام 1898، ومن أهم الشخصيات التاريخية التي اكتُشفت ضمن هذه الحفريات المومياوات الملكية لكل من رمسيس الاول والثاني، والثالث، وسيتي الأول والثاني، وسفن رع.
كما يضم المعرض ما يُعرف بـ"خبيئة باب الجُسس" التي اكتُشفت عام 1891، ونجد فيها عشرات المومياوات لكهنة وكاهنات الإله آمون، إضافة إلى خبيئة العساسيف والتي عثرت عليها أثريون مصريون في الشهر الماضي في الأقصر.
أما المعرض الثاني فيسلط الضوء عن التعليم في مصر القديمة من خلال عرض مجموعة من القطع التي توضّح شكل العملية التعليمية فيها، وهي جزء من التراث اللامادي الذي ساهم في تشكيل الحضارة المصرية القديمة، ولعله أحد الأسباب في تواصل بريقها إلى اليوم.