"اللي باعنا"... محاولات راغب علامة لكسب النجاح التجاري

15 يوليو 2018
راغب علامة (فيسبوك)
+ الخط -
منذ أقل من شهر، أطلق، راغب علامة، فيديو كليب أغنيته الجديدة "اللي باعنا". الأغنية التي حققت نسبة مشاهدة وصلت إلى 5 ملايين، أعادته إلى الساحة الفنية، بعد فترة من الابتعاد من الساحة، رغم تقديمه العديد من الحفلات، واعتماده الأساسي على تاريخه الفني. جاءت الأغنية من كلمات محمد اليوغا، وألحان محمود خيامي، في تعاون جديد بعد عدة تجارب سابقة، وتوزيع مدحت خميس.
كان السؤال الأول الذي تبادر إلى ذهني عند سماعي الأغنية: ماذا كان يبحث راغب في أغنيته الجديدة؟ وماذا كان يحاول أن يكسب في تجربته الجديدة، وسط ساحة تغيرات كثيرة، عن فترة بدايته، وحتى عن فترة نجاحاته الفنية. سنحاول أن نبحث عن إجابة لهذه الأسئلة من خلال مراجعتنا الأغنية.
راغب لا يحاول أن يقدم أي جديد في تلك التجربة، فلم يحاول تقديم جديد طوال فترة مسيرته الفنية، هو شخص يعترف بقدراته، يملك صوتاً جيداً، وشكلاً وسيماً مهماً في تسويق نفسه كمطرب لبناني. لكنه كان يستطيع تقديم أغاني بوب جميلة ممزوجة بين الثقافة المصرية واللبنانية، إما كمزج موسيقي أو كمزج للهجات. ودائماً فيديو كليب تصاحبه فيه فتاة جميلة، أو عدة فتيات. لذلك، نحن لا ننتظر شيئاً جديداً. راغب ليس موسيقياً بل مطرب. ولا نحمله أكثر من طاقته، هو مطرب جيد وهذا يكفي، كل ما في الأمر أننا كنا ننتظر أغنية جيدة.
هذا الانتظار، جعلنا في صدمة عند صدور الفيديو كليب، أو ربما منذ ظهور إعلان الفيديو كليب. لا شيء جيد هنا، راغب يفكر بشكل آخر عنا، يفكر كفنان في الساحة الفنية، يحاول البقاء وسط كل هذه الأمواج والتغيرات المناخية في سوق الموسيقى. يحاول أن يقول أنا هنا ما زلت قادراً على السباحة. هي سباحة مع التيار، لكنها بالنسبة له إنجاز يستحق التسجيل والسرور. راغب استطاع أن يصل إلى 5 ملايين مشاهدة لأغنيته الجديدة. إذاً، هو نجح في ما كان يريده.
بداية من الكلمات، "اللي باعنا خسر دلعنا"، واضح أن راغب يقدم أغنيته إلى السوق المصرية. بكلمات بسيطة دارجة وشعبية، وتحمل "أيفيه"، وكأغنية قادمة من وسائل التواصل الاجتماعي. بالفعل كما يحدث في الصحافة الآن، ينشر شخص شيئاً على حسابه الشخصي في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، فتأخذ الصحافة المنشور وتعيد نشره في خبر مع بعض الإضافات، ليعيد الشخص نشر الخبر على حسابه الشخصي. هذا ما فعله راغب في أغنيته الجديدة. بحث عن جملة سهلة الانتشار. ربما كان يحلم بنجاح مثل نجاح أغنية "3 دقات"، التي صرح في حوار له بأنه يحبها. ويحب هذه النوعية من الأغاني المبهجة، راغب يحب البهجة بالطبع، لكنه يحب النجاح التجاري والشعبي لأغنية "3 دقات".
جاء اللحن والتوزيع عاديَين وكأنها أغنية صنعت بداية من الألفية الجديدة. المقسوم والإيقاعات الراقصة والجملة اللحنية بسيطة، لا تحمل أي صفة خاصة لا بالمكان والزمان. حتى اللحن أو التوزيع لم يستطيعا خلق جملة موسيقية رنانة، تعلق في الأذن، مكتفيَين برنين الكلمات في الجملة الأولى. ومع كل هذه المعطيات، كان أداء راغب في الغناء ضعيفاً. هو لا يغني، هو يقول الكلام بشكل موسيقي فقط، لا يوجد غناء فعلي، أغنية يمكن لأي شخص أن يغنيها. ربما كان ذلك عن قصد أن يسهل انتشار الأغنية. لكن حتى لم يضع الملحن جملة من طبقة عالية ليضع راغب بصمته الصوتية. جاءت الأغنية على نفس الرتم والأداء. الكل اكتفى بكلمات المذهب، هي التي ستنجح الأغنية، أما الباقي، فشكليات لا تهم أحداً.
أما الفيديو الكليب، فلم يختلف عن كل باقي عناصر الأغنية، جاء الكليب من متاهات بداية الألفية الجديدة. راغب هو البطل الأهم في الأغنية، رجل غني يعيش في قصر ضخم وأنيق، بجواره العديد من الفتيات، وكأنهم من "ما ملكت يمينه". خسر قصة حب، فيأتي بعشرات الفتيات. صورة نمطية سيئة وبلا هدف، سوى محاولة اكتساب مساحة على الساحة التجارية.
لا أحد يستطيع إنكار نجاح الأغنية، طبقاً للأرقام، وربما زاد على الأرقام، نجاحها في الشارع وبين الجمهور، لكن الأكيد أنها أغنية عمرها الزمني قصير، ولن تعيش طويلاً.
المساهمون