"اللاعب الرمز" يقترب من الاندثار!

20 سبتمبر 2015
نجوم جسدوا قمة الوفاء (العربي الجديد)
+ الخط -

لغة الأموال باتت حديث العصر، ولا صوت يعلو على صوتها وصداها، يتصارع الجميع في لعبة عالمية ضخمة بل كونية لاستقطاب كبار نجوم كرة القدم إلى أنديتهم، وكل مشجع ينتظر بشغف أن يرى كوكبة من النجوم لتنضم إلى فريقه لكي يتمتع بالانتصارات والألقاب، لكن من وجهة نظر كثر نحن نخسر اللاعب الرمز يوماً بعد يوم.

ما هو اللاعب الرمز؟
تبدأ قصة عشق القميص الذي تلعب من أجله منذ الطفولة، أو في سن الشباب، فتلعب وتتطور وتتربى على شعار وعقائد النادي الذي تنتمي إليه، فيبقى هو هدفك الأول ولا شيء غيره، هذا الأمر كان سائداً في الفترة الماضية بشكل كبير حيث كان اللاعب يستمتع بالمشاركة مع فريقه حتى فترة طويلة، فلا يشعر بأنه بحاجة للخروج من ناديه الذي بدأ معه مسيرته بل يحاول دائماً البقاء في بيته، وكذلك تقوم الإدارة بالتمسك بنجمها الذي لن تنساه الجماهير، كعربون مكافأة على الخدمات التي قدمها لناديه، وحتى إن بعضهم لا يتلقى مقابلاً بعد هذه الخدمة الطويلة، لكنه يبقى يساند فريقه مهما حصل.

الماضي والوفاء
قد يطول الحديث لو أردنا سرد الأسماء التي مثّلت قمّة الوفاء لأنديتها فتحولت إلى رمز للنادي والجماهير، صحيح أن لعبة الجلد المدور مبنية على مبدأ الاحتراف، لكن في المقابل هناك بعض الأمور التي يعتبرها بعضهم "مقدسة"، فانتقال "النجم الرمز" إلى فريق آخر يعني خسارة فادحة للجميع، فمثلاً باولو ماليديني سطّر أكبر اللحظات مع ميلان وعلى الرغم من كل الإغراءات والعقود التي حاولت خطفه من ملعب السان سيرو كان موقف اللاعب دائماً التمسك بناديه حتى بات أكثر من شارك بقميصه، وعلى نفس الخطى سار خافيير زانيتي الذي قضى سنوات طويلة في انتر ميلان وفي النهاية اعتزل في جدران النادي، فهو انضم إلى النيراتزوري في موسم 1994 واعتزل هناك نهاية موسم 2014.

وعلى خطى هذين الاسمين سار الكثير من اللاعبين، على غرار أسطورتي مانشستر يونايتد رايين غيغز وبول سكولز، فالأول بدأ المسيرة في النادي عام 1990 واختتمها بعد 24 سنة، فيما أن الإنجليزي سكولز ارتدى قميص الشياطين الحمر في موسم 1993، وخاض سنوات طويلة وصلت إلى 20 عاماً مع ناديه، ولا بد هنا من ذكر أليساندرو كوستاكورتا الذي لن تنساه جماهير النادي اللومباردي، فهو الذي بدأ مسيرته في عام 1986 واختتمها موسم 2007 في ذات الفريق ميلان، هذا اللاعب مرّ على حقبات الثلاثي الهولندي الذهبي، في فترة ساكي، وشاهد تألق جورج وياه، وبعدها كاكا وشيفشينكو.

وهنا تطرح أسئلة كثيرة نفسها، فالقائمة تطول كثيراً ولا تنتهي، أين نحن الآن من اللاعب الرمز في ظل هذه الهجمة المالية الكبيرة على الأسماء الشباب، في الماضي كانت صفقة زين الدين زيدان أغلى صفقة في العالم، ويومها كان أفضل لاعب في عالم الساحرة المستديرة، يوم انتقل من يوفنتوس إلى ريال مدريد، لكن اليوم قد ينتقل لاعب شاب لا يتعدى عمره الـ20 بمبلغ يوازي ثمن أسطورة الملاعب الفرنسية زيزو.

الحاضر وقرب اختفاء الرمز
بات اللاعب في هذه الأيام يهتم بالربح والأموال في معظم الأحيان، فبتنا نرى لاعباً شاباً يتألق في ناديه، فتنهال عليه العقود من كل حدب وصوب، فيفرط النادي به من دون أي مناقشة، فهل بات الوفاء للقميص غائباً عن ملاعب كرة القدم؟ في الأيام الحالية قد يتمثل اللاعب الرمز في اسمين فقط، يمكن أن يحتذى بهما لأنهما من الحقبة الماضي التي اعتزلت، الأول قائد روما فرانشيسكو توتي، والثاني قائد يوفنتوس جانلويجي بوفون.

لاعب ذئاب العاصمة الإيطالية بدأ مسيرته في الملاعب من بوابة روما عام 1992 وهو ما زال متواجداً حتى هذه اللحظة في استاد الأولمبيكو، أما بوفون فهو يقترب من عامه الخامس عشر، وقد جسّد في السابق قمة وفاء للسيدة العجوز حين بقي معه في الدرجة الثانية، بعد فضيحة كالتشو بولي وموجي، صحبة أليساندرو دل بييرو وبافل نيدفيد وتريزيغه.

وقد يكون واين روني قريباً من السير على خطى أسلافه في مانشستر يونايتد لكن بعد هذه الأسماء، قد لا نرى أبداً اللاعب الرمز، فكاسياس اضطر إلى الرحيل عن ناديه بعد 20 سنة قضاها في السانتياغو بيرنابيو، وكذلك فعل قبله راؤول غونزاليس، وفي حال نجح برشلونة في المحافظة على نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، فإن الأخير سيكون بالفعل أسطورة كاملة لن يجادل فيها أحد، فهو قدّم كل ما يستطيع للنادي وبقي وفياً له، لكن من ناحية أخرى نرى باقي اللاعبين يسيرون في اتجاه معاكس، فتحملهم الرياح إلى نادٍ آخر، حين تأتي العقود الضخمة والكبيرة.

لاعب كدي بروين شاب لم يتجاوز عمره الـ25 عاماً ثمنه أكثر من زيدان، حاله حال غاريث بيل، أغلى صفقة في العالم، والآن يثار الحديث حول رحيله عن النادي الملكي على الرغم من الأموال التي دفعت من أجله، وهذا ما حصل مع دي ماريا، والذي قضى موسماً واحداً في مانشستر يونايتد وغادره على وجه السرعة إلى باريس سان جيرمان، فهل تكون "الاحترافية المالية" سبباً في إنهاء ظاهرة "النجم الرمز".

اقرأ أيضاً:بالفيديو..تشيك كاد أن يدخل في غرفة ملابس تشلسي بالخطأ!

المساهمون