كثيرة هي المنظمات التي تقدّم نفسها كداعم للحقوق والحريات، من نقابات واتحادات كتّاب وغيرها، غير أن الوقوف على محك التجارب (عادة مع السلطة السياسية أو الدينية) قد يكشف ما خفي من هذا الدور، إذ أن حوادث بعينها تزيح أقنعة البعد الشعاراتي مبرزة انزياحات غير معلنة، كما حصل مع "نادي القلم الروسي" التي يفترض أنه يُعنى بالدفاع عن حقوق الكتّاب وحرية التعبير.
كان "نادي القلم الروسي" قد استبعد منذ أيام الكاتب والصحافي سيرغي باركومنكو، بسبب انتقاده لإدارة الفرع في أحد البرامج الإذاعية، كونها لم تُقدم على دعم السينمائي الأوكراني أوليغ سانتسوف والذي صدر ضدّه حكم بـ 20 سنة سجناً من قبل إحدى المحاكم الروسية.
عقب طرد الصحافي الروسي، أعلن عدد من الكتّاب انسحابهم من المنظمة، ومن بينهم صاحبة نوبل للآداب 2015، الكاتبة البيلاروسية سفيتلانا أليكسفيتش، والتي اعتبرت (في تدوينة أوّل أمس) أن هذه الممارسات استفزازية وأنها تبرز تناقض أهداف المنظمة وما تقدّمه. وقد وصل عدد المنسحبين إلى ثلاثين، منهم بوريس أكونين وألكسندر إليشيفسكي وليف روبنشتيان.
يعدّ باركومنكو أحد معارضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكان قد نظّم حملات كثيرة ضدّه، وهو الأمر الذي يرجّح أن ثمة أطراف قريبة من بوتين دفعت إلى طرده من المنظمة.