أطلقت منظمة "القسط" السعودية الداعمة حقوق الإنسان، حملة عالمية للتضامن مع الناشطات اللاتي تعرضن للتعذيب بعد حملة اعتقالات شنتها السلطات السعودية في 15 مايو/ أيار 2018، وطاولت المدافعات والمدافعين عن حقوق الإنسان.
وأوضحت المنظمة في بيان أصدرته اليوم السبت، أنه سبق للسلطات السعودية أن شنّت حملات ضد الناشطين فيها، إلا أن حملة مايو الماضي فاقت سابقاتها في وحشيتها ومداها.
واعتبرت المنظمة أن الحملة الأخيرة ضد حقوق الإنسان في السعودية استهدفت الناشطات استهدافًا جماعيًا، ونفذت السلطات خلالها مداهمات على مساكن كل من لجين الهذلول، وعزيزة اليوسف، وإيمان النفجان في ليلةٍ واحدة، وتبعها اعتقالاتٌ أخرى طاولت السعوديات هتون الفاسي، وأمل الحربي، ونوف عبد العزيز، وميّاء الزهراني، ونسيمة السادة، وسمر بدوي، بطرقٍ مشابهة.
ولفت البيان إلى أن الناشطات على مدى سنواتٍ كنّ رائداتٍ في حركة حقوق المرأة في السعودية، إذ اعتُقلتْ لجين الهذلول في 2014 أثناء محاولتها دخول السعودية من الإمارات وهي تقود سيارتها، واعتُقلتْ إيمان النفجان في 2013 لقيادتها السيارة في الرياض، وكانت عزيزة اليوسف من أبرز الناشطات في حملة إلغاء قوانين الولاية على المرأة، أما هتون الفاسي فكانت من أبرز المطالِبات بمنح المرأة الحق في التصويت في الانتخابات البلدية.
وتابعت المنظمة "رغم مساهمة هؤلاء الناشطات في حملة قيادة المرأة، فقد تم اعتقالهن قبل فترة بسيطة من رفع المنع عن القيادة الذي تم بتاريخ 24 يونيو، وما زلن رهن الاعتقال"، مضيفاً "ظل مصير الناشطات مجهولًا لأشهر عدة بعد اعتقالهن، وفي نوفمبر 2018 وردت تقارير تفيد بتعرض الناشطات للتعذيب والتحرش، ولغيرها من أشكال سوء المعاملة أثناء التحقيق منذ اعتقالهن في مايو".
— عبدالله محمد الصالح (@abdullahalsaleh) ٢ فبراير ٢٠١٩
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
كما أشارت إلى أن النساء ضربن على أرجلهن (بطريقة الفلكة) وتعرضن للجلد وللصعقات الكهربائية، بينما تحمل ثلاث منهن علامات واضحة على التعذيب الشديد وكدمات حول العينين، ويعانين من الرجفة وخسران الوزن. وتعرّض عددٌ منهن للتحرش الجنسي باللمس في أماكن حسّاسة، بالتعرية، وبالتصوير وهي عارية، وتعرضت واحدة منهن على الأقل للتعذيب النفساني إذ قيل لها كذِبًا إن أحد أفراد عائلتها قد توفي، وسُئلَت إحداهن سخريةً، "من سيحميك الآن؟"، و"أين هم المدافعون عن حقوق الإنسان ليساعدوك؟"
Twitter Post
|
وأوضحت أن اثنتين من المعتقلات رأتا سعود القحطاني في غرف التعذيب. وسعود القحطاني هو مستشار مقرَّب لولي العهد محمد بن سلمان، وأحد المتورطين في قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي. كما ورد أن القحطاني هدّد إحدى المعتقلات أثناء تعذيبها، تهديدًا يشابه ما يُعتقَد أنه جرى لجمال خاشقجي بالقول: "سأفعل بكِ ما أشاء، وبعدها سأحلل جثتك وأذيبها في المرحاض".
— علاء فحصي (@fahssy_alae) ٢ فبراير ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وأعربت "القسط" عن اعتقادها بأنَّ المدافعات والمدافعين عن حقوق الإنسان في السعودية "بحاجة إلى عوننا وتضامننا".
وطالبت المنظمة، السلطات السعودية بوجوب إطلاق سراح الناشطات مباشرةً ودون شروط، وأن تفرج أيضًا عن غيرهن من ناشطات حقوق الإنسان، وعن المعتقلين لتعبيرهم السلمي عن آرائهم.
كما دعتها للسماح بإجراء تحقيقٍ فعّال ومستقلّ ومستعجل، في الادعاءات المشيرة إلى تعرّض الناشطات للتعذيب.
وشددت على التضامن مع هؤلاء المعتقلين والمعتقلات، للضغط على السلطات السعودية من خلال صورة أو فيديو أو تصريح تضامني عبر هاشتاغ:StandWithSaudiHeroes#