في نهاية نيسان/ أبريل من العام الجاري، جرى الإعلان عن افتتاح "معهد تونس للفلسفة" بدعم من وزارة الثقافة التونسية، و"كرسي اليونسكو للفلسفة بالعالم العربي"، ومشاركة عدّة باحثين ومتخصّصين مثل: محمد محجوب، ورشيدة التريكي، ومحمد علي الحلواني، وحميد بن عزيزة، وزينب الشارني، وفتحي التريكي.
تهدف المؤسسة الجديدة إلى تشريك المهتمين بالثقافة الفلسفية في النقاش العمومي حول مختلف القضايا في سبيل صياغة المعارف والأفكار والمفاهيم التي من شأنها تعميق الفلسفة والفكر الفلسفي بتونس والتعريف بهما، كما تهتمّ بالتشجيع على الاهتمام بالفلسفة في تونس وبالفكر بوجه عام.
إلى جانب إقامة المحاضرات واللقاء الشهرية، يتطلّع المعهد إلى إصدار مجموعة من العناوين كلّ عام، كما من المنتظر أن يطلق جائزة سنوية تكريماً لباحث في الفلسفة أو لأثر فلسفي، وجائزة للمقال الفلسفي التونسي المنشور، وجائزة أفضل رسالة دكتوراه في الفلسفة.
يحتضن المعهد عند السادسة من مساء بعد غدٍ الجمعة في مدينة الثقافة مائدة مستديرة بعنوان "الفلسفة واليومي" يقدّمها ويشرف عليها أستاذ تاريخ الفلسفة محمد محجوب، وتتضمن أربع مداخلات لكلّ من الكاتب والباحث حمادي صمود، وأستاذ علم الاجتماع عماد المليتي، والكاتب زياد كريشان، والباحثة سعاد المي.
وتتبع المداخلات بنقاش يشارك فيه الحاضرون، إضافة إلى مداخلات عن بعد من أساتذة وطلبة كليات الآداب والعلوم الإنسانية في صفاقس والقيروان، في خطوة أولى لتوسيع دائرة المشاركات ستتكرّر في الفعاليات المقبلة.
يتناول المشاركون في الندوة تلك الانزياحات المستمرة حيث حوّلت الفلسفة من اهتمامها بالوجود والطبيعة إلى الانشغال باليومي بما يمثّله من مواجهة مع الواقع وأزماته من جهة، والنظر إلى طبيعة الفلسفة ونسقها وما يحمله اليومي من مقاصد وأفكار مختلفة في مختلف السياقات من جهة أخرى، وذلك من خلال فهم صيرورة الحياة اليومية من خلال البحث عن المعنى المؤسس.
يُذكر أن المعهد عقد منذ افتتاحه عدّة موائد مستديرة ومحاضرات، منها "الفلسفة اليوم.. لماذا؟"، و"الفلسفة وأزمة الثقافة".