تنفتح دراسات الفرجة على حقول معرفية وتخصّصات موازية كالأنثروبولوجيا الثقافية ودراسة الفوكلور وتاريخ الفنون. ولعل هذا المعطى هو ما جعل "المركز الدولي لدراسات الفرجة" في طنجة، يطلق ندوة تنطلق من سؤال "إشكالي" يهم علاقة الفرجة بفنون المدينة اليوم.
فعلى ضوء التغيّرات التي مسّت الحقل الاجتماعي وبنية المدن، وارتباط أنماط التفكير الحديثة بأشكال التعبير، تسعى هذه الندوة إلى الانفتاح على حقول إنسانية في التفكير لإعادة تشكيل صورة المدينة اليوم.
الندوة تنظّم الليلة ضمن فعاليات "المعرض الجهوي السادس للكتاب" في طنجة، وتحمل عنوان "دراسات الفرجة كأفق للتفكير في فنون المدينة"، وهي تأتي في سياق انفتاح المركز بمعية شركائه، من الفضاء الجامعي، إلى مدّ جسور التواصل مع المحيط الخارجي والانفتاح أكثر على أنماط تفكير جديدة.
في السنوات الأخيرة في المغرب، ساهمت دراسات الفرجة في تطوير المسرح من خلال فتحه على جماليات متعددة، عوض البقاء سجين أطروحة النص الدرامي. ولعل ما يميّز هذا المبحث الحيوي، دراسات الفرجة، هو عدم وجود منهجيات ثابتة من الأعمال والأفكار والممارسات، أو أي شيء آخر بإمكانه تحديد مجالات اشتغالها.
اليوم، عندما يتم ربط الفرجة بالمدينة، فهذا راجع لتنامي البحث الذي لامس الهوامش الفرجوية المحايثة. فمنذ إصدار الناقد حسن المنيعي كتاب "أبحاث في المسرح المغربي"، أضحى الهدف تجسير الهوة بين أفق البحث العلمي والكثير من أنماط الثقافة الشعبية وبعض المظاهر السوسيولوجية والكثير من الأشكال الفرجوية. كما أن توسّع دائرة فنون الأداء في الشارع دَفَعَ باتجاه انفتاح دراسات المسرح على هذه الحقول الأدائية الجديدة.
الفرجة أشمل من الأداء ومن المسرح، ذلك لكونها قد تشمل الشعائر، والاحتفالات، والألعاب الرياضية، والبروتوكولات الجماعية وغيرها من الممارسات الشعبية. وقد اكتسبت كلمة فرجة بالتدريج في اللسان العربي المعنى الذي تشير إليه كلمة spectacle.
تقترح ندوة طنجة أرضية للنقاش لإعادة النظر في "دراسات الفرجة" من موقع التفكير من موقع الضفة الجنوبية من المتوسّط الآن، والحاجة إلى إعادة الكتابة وتفكيك كل أشكال التمركز.
الندوة بهذا المعنى هي أساساً، إعادة التفكير في المدينة وصياغة صورتها اليوم. من بين المشاركين: سالم اكويندي ومصطفى حداد وعز الدين الشنتوف وعبد الرحيم الإدريسي وعبد المجيد الهواس والعياشي الهبوج ورشيد أمحجور وخالد أمين.