وجهت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ( الفاو) نداء لجمع 49 مليون دولار لدرء كارثة أزمة غذائية في الصومال لتقديم المساعدة إلى نحو 85 ألفاً من الأسر الأشد عُرضة للخطر (نحو 350 ألف شخص)، ومواصلة دعمها طوال النصف الأول من عام 2015.
وقالت الفاو في بيان اليوم الجمعة إن ذلك سينفَّذ من خلال برامج "النقد مقابل العمل"، وتحسين المدخلات للأسر المزارعة، وإعادة توزيع الماشية على الرعاة المعدمين، وتوزيع الإمدادات الأساسية للصيد في المناطق النهرية الفرعية.
وأوضحت الفاو أنه في أعقاب مواسم عدة متلاحقة من شح الأمطار، فإن أجزاء من جنوب الصومال ستتعرض إلى فيضانات عنيفة مما سيؤدي إلى مزيد من تفاقم أوضاع الأمن الغذائي.
وقالت إن أكثر من مليون شخص الآن بالصومال في حاجة ماسة إلى المساعدة، بزيادة 20 في المائة خلال ستة أشهر فقط، بينما يوجد مليونان إضافيان من البشر يتعرض أمنهم الغذائي إلى تهديد مباشر.
ويقع جزء كبير من الزراعة في الصومال على امتداد نهري جوبا وشبيلي، باعتبارهما الرافدين الوحيدين المستديمين للمياه في الصومال، وينبعان من إثيوبيا، حيث يرد أكثر من 90 في المئة من المياه، ويخشى الخبراء أن تؤدي زيادة مياه الفيضانات إلى تدمير إنتاج المحاصيل.
ولقي ما يقرب من 260 ألف شخص حتفهم في المجاعة التي ضربت الصومال بين عامي 2010 - 2012، أكثر من نصفهم كانوا من الأطفال دون سن الخامسة.
وحذر المدير العام المساعد لمنظمة "فاو" والممثل الإقليمي لافريقيا الخبير بوكار تيجاني، قائلاً "إذا كنا استخلصنا شيئاً من المجاعة المدمرة عام 2011 فهي أن الاستجابة السريعة للتحذيرات المبكرة ضروريةٌ لمنع الكوارث".
وأضاف: "ندرك من التجربة أن الاستجابة السريعة للتحذيرات المبكرة حاسمة لكي يأتي الرد على طوارئ الأزمات الإنسانية الشاملة أقل تكلفة أيضاً".
وقال البيان إن الفاو نجحت في رصد مبالغ من أموال الطوارئ لمساعدة 35 ألف أسرة (نحو 210 آلاف شخص في جميع أنحاء البلاد) لإنفاقها على إعادة توزيع الثروة الحيوانية، والتوسع في حملات تطعيم القطعان، وتوفير المصيد السمكي والمدخلات الزراعية، وتوسعة نطاق برامج "النقد مقابل العمل".
وتوزع الفاو قسائم على نحو 22500 أسرة لشراء نحو 4000 طن من البذور، من مصادر محلية خلال الأسبوعين المقبلين بهدف مساعدة المزارعين على إنتاج محاصيل محسنة مطلع العام المقبل.
ودعت الفاو إلى توسعة نطاق حملات التطعيم، وعلاج الماشية لتشمل 8 ملايين رأس إضافية، لضمان أن تصمد القطعان أمام الأمراض المرتبطة بظروف ضعف المقاومة الناجم عن فترات طال أمدها من الجفاف.
وأشار البيان إلى انخفاض إنتاج الحبوب بالصومال بنسبة 30 في المئة دون المتوسط العادي طيلة خمس سنوات، بينما ارتفعت أسعار الحبوب أربعة أضعاف في أجزاء من البلاد بين يناير/كانون الثاني ويوليو/تموز من العام الجاري.