أكد المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، جوزيه غرازيانو دا سيلفا، أن التنمية الريفية المستدامة تعد مسألة أساسية في حل مشكلة الجوع والفقر، والتغلب على العوامل الرئيسية الأخرى المسببة للهجرة، التي أصبحت تشكل ظاهرة متنامية تعيق قدرة دول عدة على تحقيق أهدافها التنموية.
وقال غرازيانو دا سيلفا، أمس الأربعاء، "إن ضغوط الهجرة، التي تعتبر حالياً مصدر قلق رئيسي على مستوى العالم، هي نتيجة الحروب والنزاعات وعدم الاستقرار السياسي، إلا أن منظمة الفاو تدعو إلى الاهتمام كذلك بالضغوط المرتبطة بالأسباب الجوهرية للهجرة".
وأوضح مدير عام منظمة (الفاو) للمشاركين في فعالية "الأيام الأوروبية للتنمية 2016" التي عقدت في بروكسل مؤخرا، أن الأزمة الاقتصادية المستمرة والفقر وانعدام الأمن الغذائي، والتغيرات الديموغرافية والمناخية، وازدياد عدم المساواة، والضغط على الموارد الطبيعية، كلها أسباب تدفع الملايين إلى السعي وراء حياة أفضل في مكان آخر، غالباً خارج البلاد.
وأبرز دا سيلفا، أن العامل الأساسي لعكس هذا التوجه هو تحسين حياة الفقراء في الريف، لاسيما المزارعين الصغار، وتوفير حصولهم على الأراضي والمياه والقروض، والتكنولوجيا، ووصولهم إلى الأسواق.
وركزت "الأيام الأوروبية للتنمية 2016"، التي نظمتها المفوضية الأوروبية، هذه السنة على خطة التنمية المستدامة 2013 التي تمت المصادقة عليها مؤخراً.
وأشار دا سلفيا إلى أن تحقيق الهدف الثاني من أهداف التنمية المستدامة، وهو القضاء على الجوع وتحسين التغذية ونشر ممارسات التنمية المستدامة، يشكل تحديًا صعبًا في المناطق الريفية في دول أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ودول جنوب آسيا، حيث لا تزال مستويات الفقر المدقع ونقص التغذية مرتفعة جدًّا.
وشدد مدير عام المنظمة على أهمية المساعدة في تعزيز صمود المجتمعات الريفية وزيادة إمكانية الحصول على وظائف لائقة، لاسيما للنساء والشباب. وأشار أيضاً إلى الحماية الاجتماعية كعامل أساسي عند الحاجة، كما أشار إلى الاستثمار في الأصول المنتجة لتحقيق دخل إضافي.
وأضاف "نحتاج كذلك إلى زيادة الاستثمار في المجالات التي تفيد السكان الفقراء. ويشمل ذلك ضمان حصولهم على الخدمات العامة كالتعليم والرعاية الصحية والمياه النظيفة ووسائل النظافة".
من جهة أخرى، قال غرازيانو دا سيلفا، إن مكافحة تأثيرات التغير المناخي يعدّ أمراً أساسياً لتحقيق هدف التنمية المستدامة الثاني، موضحاً أنه "على الأسرة الدولية أن تبادر إلى مساعدة الدول للانتقال إلى المرحلة التالية، ألا وهي وضع استراتيجيات تكيّف محددة، وتوفير فرص التمويل، ونقل التكنولوجيا وجمع المعلومات بشكل جيد".
وأبرز أن منظمة (الفاو) مستعدة لتقديم الدعم للدول الأعضاء لتحديد استراتيجيات التكيّف، ومن بينها تطبيق تقنيات وممارسات الزراعة الذكية مناخياً.