"ذا غارديان": مصر والإمارات وراء التقلب بالسياسة الأميركية تجاه ليبيا

30 ابريل 2019
يقايض ترامب موقفه الليبي مع "صفقة القرن"(Getty)
+ الخط -

نشرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، اليوم الثلاثاء، مقالاً أشارت فيه إلى الدور المصري والإماراتي في التأثير على السياسة الأميركية تجاه ليبيا، والتي تساهم في دفع البلاد نحو المزيد من الاقتتال.

وكانت الخارجية الأميركية قد لوحت باستخدام "الفيتو" ضد مشروع قانون في مجلس الأمن كانت قد دعمته سابقاً، وينص على وقف هجوم اللواء المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة الليبية طرابلس.

وكتبت الصحيفة البريطانية أن التحول المفاجئ في السياسة الأميركية تجاه ليبيا جاء بعدما التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في واشنطن، وإثر مكالمة هاتفية له مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، والرجلان، أي السيسي وبن زايد، أكبر داعمين لحفتر.

وأضافت "ذا غارديان" أن الرئيس المصري وولي عهد أبو ظبي نجحا في إقناع ترامب بمهاتفة حفتر، وإصدار بيان يمدحه فيه، نقلاً عن مصادر دبلوماسية.

ووفقاً لموقع "بلومبيرغ"، فإن ترامب ومستشاره للأمن القومي جون بولتون، عبّرا عن دعمهما لهجوم حفتر، مناقضين في ذلك بياناً رسمياً عن الخارجية الأميركية صدر عن الوزير مايك بومبيو، ودعا لوقف إطلاق النار في ليبيا، والعودة إلى التسوية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة.

وتعد ليبيا آخر حلقات السياسة الأميركية الخارجية المتقلبة في عهد ترامب، والتي عدل فيها عن الخط التقليدي الأميركي، من دون استشارة المؤسسات الرسمية الأميركية في إدارته.


وفي هذه المناسبة، رأت "ذا غارديان" أن ترامب، ونقلاً عن دبلوماسيين أوروبيين، قد تخلى عن الموقف الأميركي الرسمي الداعم لعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، وحكومة "الوفاق" المعترف بها دولياً، والتي تتخذ من طرابلس مقراً لها، إرضاء لداعمي حفتر في مصر والإمارات.

ويرغب ترامب في الحصول على دعم الدولتين في المقابل لصالح "صفقة القرن" للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتي يعدها صهره جاريد كوشنر، وهي الخطة التي سيكشف عنها في يونيو/ حزيران، والتي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، ويرفضها الفلسطينيون.

ووفقاً للدبلوماسيين المطلعين على المحادثات، فإن السيسي استغل زيارته للبيت الأبيض في التاسع من شهر إبريل/ نيسان الحالي، ليطلب من ترامب إظهار دعمه لحفتر، حيث صوره كمحاربٍ للإرهاب في ليبيا.

وتلا ذلك مكالمة هاتفية بين ترامب وحفتر في 15 إبريل/ نيسان، لكن البيت الأبيض أبقى على مضمون المحادثة سرياً، حتى قام بن زايد بتشجيع ترامب على نشر تفاصيلها علناً، لدعم الانشقاقات في صفوف المليشيات الليبية لصالح حفتر. ونشر البيت الأبيض تفاصيل المكالمة في 19 إبريل، مادحاً حفتر "لدوره الهام في محاربة الإرهاب".

ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسؤول سابق قوله إنه "لم يكن لدى الخارجية الأميركية أي علمٍ مسبق بالمحادثة، ولم يكن هناك أي نقاشٍ سياسي. لا تمتلك الولايات المتحدة سياسة متجانسة تجاه ليبيا لعدم وجود مراجعة لهذه السياسة، فهي مجرد تصرفات متقلبة لعائلة ترامب".

وفي الأيام التالية للمكالمة، تحولت السياسة الأميركية جذرياً حول ليبيا. وهددت البعثة الأميركية في الأمم المتحدة بـ"الفيتو" ضد مشروع قانون تقدمت به بريطانيا إلى مجلس الأمن، يطالب بوقف هجوم حفتر ووقف فوري لإطلاق النار.

وكان التهديد الأميركي صادماً لحلفاء الولايات المتحدة، وهي التي كانت قبل أيام قد دفعت بريطانيا للتقدم بمشروع القانون، وبتصريحات مؤيدة من بومبيو.

لكن مجلس الأمن القومي الأميركي أشار أمس الإثنين إلى دعمه لبيان الخارجية، وأصدر بياناً خاصاً يدعم فيه وقف إطلاق النار، كما ذكرت الصحيفة.

ورأت "ذا غارديان" أنه لم يكن هناك أي توضيح لسبب معارضة الولايات المتحدة للقرار الأممي أو دعم ترامب لحفتر، والذي يحمل الجنسية الأميركية.

وكان هجوم حفتر على العاصمة الليبية قد استبق مؤتمراً وطنياً برعاية أممية ينظمه المبعوث الأمم غسان سلامة. وكان سلامة قد حذر من حشد الدعم الغربي خلف حفتر بقوله "ليس أبراهام لنكولن، وليس ديمقراطياً...إننا قلقون من أفعاله ووسائله لأنه عندما يحكم، لا يحكم بليونة، بل بقبضة من حديد".