"العلوم الاجتماعية في ثورة": أبحاث في مسار مزدوج

23 نوفمبر 2016
سليمان الكامل/ تونس
+ الخط -
في فترات التحوّلات المتسارعة، لعل واحدة منها المرحلة التي تعيشها منذ سنوات البلاد العربية، تجد العلوم الاجتماعية نفسها مدعوّة إلى رصد أكثر من ظاهرة مستجدّة، وهي حين تفعل ذلك تضطرّ إلى تطوير أداوتها كي تتابع هذه التحوّلات وتقدّم مقاربات علمية حولها.

عن هذه الثنائية؛ تحوّلات المجتمع وتحوّلات الأدوات والمقاربات، ينتظم بعد غد واليوم الذي يليه مؤتمر "العلوم الاجتماعية في ثورة.. أدوات جديدة، آفاق جديدة" في مقر "الأرشيف الوطني" في العاصمة التونسية، وهو مؤتمر ينظمه كل من "المعهد الأعلى للدراسات الاجتماعية" وجمعية "نشاز" الثقافية ويتواصل على مدى يومين بمشاركة باحثين من إيطاليا وفرنسا وتونس.

مثّلت ثورات 2011 مناسبة وجد فيها الباحثون الاجتماعيون، في البلاد العربية، وتونس تحديداً، أنفسهم حيال ظواهر جديدة كانفتاح الفضاء العمومي وظهور مطلبية عالية من الأقليات والفئات المهنية وبروز حركة هجرة قوية النسق.

هذه المتغيّرات - إضافة إلى أنها تستدعي مجالهم المعرفي - تجعلهم أمام ضرورة مساءلة أدواتهم باعتبار خصوصيات الوضع التونسي والعربي مقارنة بالنظريات التي جرى تطويرها من خلال نماذج غربية في الغالب، فالثورة على مستوى الواقع الاجتماعي تنتج ثورة على المستوى البحثي، من هنا المعنى المزدوج لمفردة "ثورة" في عنوان المؤتمر.

من محاضرات اليوم الأوّل "تونسيون في لامبيدوزا: علاقات بين الهجرة السرية والثورة" للباحثة الإيطالية كاترينا جويزا و"سياسات الهامش.. مسارات البحث قبل وبعد 2011" للباحث التونسي حمزة المدّب و"إثنوغرافيا التحرّكات الاجتماعية" للباحثة الفرنسية ساره باريار.

أما اليوم الثاني، فمن محاضراته "جراحات إبستيمولوجية: في ضرورة ميتا لغة جديدة للتفكير في الأحداث الثورية في تونس" للباحثة التونسية مريم قلوز و"استعمالات الحاضر منذ 2011" لمواطنتها قمر بن دانة.


المساهمون