يتخيل أستاذ الفلسفة الفرنسي فردريك غرو (1965) حالة سياسية هي أقرب إلى اليوتوبيا، تجتمع فيها الديمقراطية التي تنقد نفسها والمقاومة الأخلاقية.
كما يبحث في جذور الطاعة السياسية وأنماطها المختلفة في كتابة "العصيان: فلسفة المقاومة" الذي صدر بالفرنسية أول مرة عام 2017، وترجم إلى الإنكليزية مؤخراً، كما صدر حديثاً عن "دار الساقي" في بيروت بترجمة عربية أنجزها جمال شحيد.
من المواضيع التي يناقشها غرو في كتابه ويشك~ك فيها؛ مسائل التوافق الاجتماعي والخضوع الاقتصادي واحترام السلطات والتوافق الدستوري، باعتبارها أشكال الطاعة السياسية والتي يتفحصها ليصل إلى بذور ومبررات ابتكار وإثارة أشكال جديدة من العصيان المدني والاحتجاج.
وفي تقديم الكتاب يرى غرو أن العالم يسير على نحو معو~ج إلى درجة يصبح فيها عصيانه أمراً ملحاً، وأن الفلسفة اليوم تعني العصيان. ويجادل بأن الفكر الفلسفي الذي يدفعنا إلى رفض الاستسلام للبديهيات يحثنا أيضاً على إيجاد معنى للمسؤولية السياسية.
يأتي الكتاب في أحد عشر فصلاً، تبدأ بتناول الانتقال من الخضوع إلى التمرد، وما يسميه فائض الطاعة، من التبعية إلى حق المقاومة، والانشقاق المدني والمسؤولية السياسية والاجتماعية، والالتزام والتعدي. كما يستعين بأساطير يونانية للحديث عن مسألة الطاعة والتمرد، إلى جانب استعادة فلاسفة من مثل أفلاطون وهنري ديفيد ثورو وآخرين.
يذكر أن غرو هو أستاذ الفلسفة في "معهد الدراسات السياسية" في باريس، وقد أصدر عدّة كتب من بينها "نظرية المعرفة وتاريخ المعرفة: من تاريخ الجنون إلى أركيولوجيا للمعرفة"، و"العدالة والعقاب في الديمقراطية"، و"فوكو. شجاعة الحقيقة"، و"فلسفة المشي" وغيرها.