"العصر الانتقالي للفن": لحظة من 1913

22 يونيو 2019
(عمل لـ هنري روسو الذي شارك في معرض 1913)
+ الخط -

مساء 17 شباط/ فبراير 1913، افتتح معرضٌ في مستودعات الأسلحة التابعة للحرس الوطني الأميركي في شارع ليكسينغتون بنيويورك، بتنظيم من "رابطة الرسّامين والنحّاتين الأميركييين"، وكان وقتها أوّل معرض للفن الحديث في أميركا، وحضرت فيه أعمال أبرز الفنّانين الأوروبيّين.

شكّل المعرض حدثاً مهمّاً في تاريخ الفن الأميركي، وبات يُعرف باسم معرض "الأسلحة" بالنظر إلى مكان إقامته، وشكّل أول لقاء للثقافة البصرية الأميركية، التي اعتادت الفن الواقعي، بالأساليب التجريبية للطليعية الأوروبية، بما في ذلك الوحشية والتكعيبية والمستقبلية، واعتُبر تاريخياً بمثابة حافز للفنّانين الأميركيين الذين أصبحوا أكثر استقلالية وخلقوا "لغتهم الفنية" الخاصة بهم، والتي ثارت بدورها على الأساليب القديمة.

نشأت فكرة المعرض، وقتها، من خلال ظهور مجموعات من الفنّانين التقدميّين وبداية تأسيس صالات عرض مستقلّة مطلع القرن العشرين، وبدأت هذه تتحدّى المثل الجمالية الغالبة، والسياسات الاستبعادية لكل ما هو مغاير، وسلطة الأكاديمية على الفن، مع رغبة في توسيع نطاق المعارض والمبيعات وفرص الفنّانين الأميركيين عالمياً، رافقها توسُّع في جماهير الفن الحديث وقتها.من المعرض في 1913

حول هذا المعرض وطبيعة تأثيره على تاريخ الفن الحديث، يقيم "معهد كورتولد" في لندن يوماً دراسياً انطلق عند العاشرة من صباح اليوم ويتواصل حتى المساء، تحت عنوان "العصر الانتقالي للفن".

يقدّم المشاركون مجموعةً مختارة من الأوراق البحثية التي تتعامل مع أسئلة الحداثة الفنية في تاريخ الفن بالعموم، ثم تلك اللحظة في تاريخ الفن الأميركي، والمجموعة المتنوّعة من وجهات النظر من أولئك الفنانين الذين رحّبوا أو ساعدوا في إحداث تغييرات جذرية، إلى الآخرين الذين قاوموا أو شكّوا في أصالة هذه الأعمال الجديدة أو قيمتها الثقافية.

تهدف الفعالية إلى عرض الأبحاث حول أصول وتأثيرات الحداثة في الفن الأمريكي والثقافة البصرية على نطاق أوسع، وتعقُّب جذور الحداثة في عمق القرن التاسع عشر ووضعها ضمن سياق أوسع من التغيرات في العلوم والتكنولوجيا والاقتصاد والسياسة والثقافة.

ثمّة محاور تتطرّق إلى فكرة الفصل بين الحداثة والحداثة الأميركية كظاهرتين، وما هي علاقة الحداثة الأمريكية بالحداثة الأخرى، وهل هناك علاقة تبادل ثقافي عالمي فيها، وإلى أي مدى كانت الحداثة مصدر قلق في سياق أميركا الأوسع. هذه هي الأسئلة التي تسعى الدراسات إلى إحراز تقدُّم في الإجابة عليها، من خلال تقديم وجهات نظر مختلفة.

دلالات
المساهمون