عاش الأكراد ظروفاً سياسية معقّدة طيلة قرون نتيجة تواجدهم في مثلث الصراع العربي/ التركي/ الفارسي، ورغم ما يجمعهم من مشتركات مع جيرانهم إلا أن فوارق وحواجز عديدة بدأت في الظهور بعد استقلال بلدان عربية حالت أنظمتها الشمولية دون توفير حقوق كاملة لمواطنيها من الكرد.
في مؤتمر "العرب والكرد: المصالح والمخاوف والمشتركات" الذي يعقده "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" بداية التاسعة من صباح غدٍ السبت في "المجمع الثقافي" في "معهد الدوحة للدراسات العليا"، يتناول المشاركون على مدار ثلاثة أيام "العلاقات العربية - الكردية في ظروف يقف فيها العرب والأكراد على مفترق طرق في كلٍ من سورية والعراق"، بحسب المنظّمين.
تعود الورقة المرجعية للمؤتمر إلى "طرح المسألة الكردية في البلدان العربية باعتبارها نتاج الدولة التسلطية العربية نفسها، سواء في فهمها للهوية الوطنية، أو في العلاقة بين الفرد والدولة، أو في مبدأ المواطنة"، موضّحة في الوقت نفسه أن "الحركة القومية الكردية فشلت في بناء تصوّر يعي خصوصية مسألة الكرد ومواطنتهم في كلّ دولة من دول المنطقة، وظلت تتعامل بشكل مزدوج في سياق النضال من أجل الحقوق الكردية في كلّ دولة بين المطالبة والاستقلال واللامركزية".
يناقش المتحدّثون محاور عدّة، منها: التمازج الثقافي والحضاري الكردي-العربي، والبعد التاريخي للمسألة الكردية في العراق وسورية، والمسألة الكردية والمسألة القومية في المنطقة العربية، والكرد والهوية الوطنية، وظاهرة الشعراء والأدباء الكرد السوريين باللغة العربية ومساهماتهم في تطوير جماليات الأدب الحديث وبناه، والذاكرة الدامية ودورها في تصوّر مستقبل العلاقة بين العرب والكرد.
وتُنظّم الأحد المقبل جلسة بعنوان "صورة الآخر في العلاقات العربية الكردية" تبحث في "صورة الآخر في المتخيّل الجمعي"، و"اتجاهات النخبة االكردية نحو الإعلام العربي"، و"واقع الكرد في العراق من خلال المواقع الإلكترونية والقنوات الإخبارية"، و"القلق الوجودي الكردي في الشعر العربي: شعرية الاغتراب والاستيطان بين السهروردي وسليم بركات.
من بين الباحثين المشاركين: سيار الجميل، وعبد الوهاب القصاب، ومحمد جمال باروت، ورضوان زيادة، وشمس الدين الكيلاني، وجوتيار عقرواي، وعلاء الدين جنكو، ونوشيران سعيد، وعبد الحكيم خسرو جوزل، وشاهو سعيد.