"العرب.. مشهد من الداخل": كيف نرى أنفسنا؟

02 ديسمبر 2017
(من صور سامر معضاد في القاهرة)
+ الخط -

يتواصل معرض المصور الفوتوغرافي اللبناني سامر معضاد في غاليري "آرت سبيس" في بيروت حتى 19 كانون الثاني/ يناير المقبل، تحت عنوان "العرب.. مشهد من الداخل".

يتضمن المعرض مجموعة من الأعمال الفوتوغرافية بالأبيض والأسود، كما هي كل أعمال معضاد (1964)، والتي التقطها في عدة بلدان عربية لتصور الحياة اليومية غير المتوقعة وتمسك بلحظات من المتعذر القبض عليها إلا بـ الفوتوغرافيا، ولا يجيد فعل ذلك إلى مصور هو ابن هذه البيئة، ويمتلك حساً نقدياً يبعده عن الصور النمطية والاستشراق الذاتي.

سبق لمعضاد أن جمع أعماله هذه في كتاب حمل عنوان "عالمي العربي"، وتضم صوراً من اليمن والمغرب ولبنان ومصر وليبيا وغزة والسعودية، وأبطال أعماله شخصيات مرحة ضاحكة تلهو أو ترقص أو تقفز في خفة، غير آبهة بالفقر والتعب أو العراء الذي يظهر في المحيط حولها.

ثمة صور من صحراء الربع الخالي وأخرى من الصحارى المغربية وثالثة من المصرية، فقد حضرت الصحراء الحقيقية وليس المتخيلة، سنجد صوراً لنساء يقدن الشاحنات الصغيرة وسط الرمل وأطفالاً يقفزون على أعمدة في العراء، صور لعمال وقوافل من الحيوانات في أجواء من الواقعية السحرية.

كان معضاد أيضاً قد صور بيروت على مدار عدة أعوام عاش فيها الحرب وما بعدها من 1985-2012، وضمن هذه الصور في كتاب "تحولات بيروت".

يقول الفنان في إحدى مقابلاته إنه حين تقرر أن يعرض لأول مرة في أحد المتاحف السويسرية، لم يكن هناك فئة تصنف فيها أعماله، فبالنسبة للمنظمين لم يكن هناك شيء اسمه "الفوتوغرافيا العربية"، وقد جرى استحدات هذه الفئة من أجل معرضه، أي أن المؤسسات الغربية لم تكن معنية بكيف يرى العرب أنفسهم، بل كيف يرى الغرب العرب.

كانت هذه الأسئلة من الدوافع التي جعلت معضاد يقوم بإصدار أعماله في كتب والتجول بمعارضه في العواصم والمدن.

المساهمون