وشهدت نهاية العام 2014 والعام 2015 وما تلاه دخول قوات عسكرية غربية وإقليمية إلى العراق بعناوين مختلفة بقدر اختلاف مصالحها وأجنداتها في هذا البلد، وتقدم حالياً دعماً عسكرياً ولوجستياً ومالياً لأطراف عراقية عدّة، أبرزها حكومتا بغداد وأربيل والعشائر السنية، وكل على حدة.
وترفض حكومة العبادي ومن قبله نوري المالكي أي جهود عربية أو إسلامية لمساعدة العراقيين على التخلص من "الإرهاب" وإعادة استقرار البلاد، في حين تفتح الباب على مصراعيه أمام التواجد الإيراني العسكري والأمني وحتى المليشياوي في البلاد.
وفي تحديث لمسح سابق أجراه "العربي الجديد"، يتبين حالياً أن هناك 16 قوة فعلية أجنبية على الأرض، عدا عن نحو 20 دولة أخرى لا تتواجد ميدانياً، لكنها تدعم الحكومة في حربها "داعش"، إلا أن جميع تلك القوات لم تنجح على مدار العامين الماضيين في إيقاف نزيف الدم اليومي، بل على العكس بات بعضها مساهماً فيه كالقوات الأميركية والإيرانية، بحسب مصادر سياسية وأخرى عسكرية عراقية، وذلك عن طريق الغارات والقصف اليومي، وهو ما دفع بالعراقيين إلى اعتبار تلك القوات (قوات تمرير مصالح أكثر من كونها قوات ضد الإرهاب).
ومن أبرز القوات المتواجدة حالياً على الأرض هي:
الولايات المتحدة الأميركية
وتتواجد في سبع قواعد عسكرية هي "عين الأسد، والحبانية غرب العراق، وعين كاوة ودهوك بإقليم كردستان، والرستمية والمطار في بغداد، والقيارة في نينوى".
وتتشارك القوات الأميركية تلك القواعد مع قوات عراقية نظامية، في حين يبلغ عدد أفرادها 6 آلاف جندي من بينهم 1200 جندي "مارينز"، والباقون مستشارون ومدربون وضباط رصد، وتحليل معلومات، وفنيون يضاف إليهم متعاقدو شركات أمنية ومقاولون، ليكون العدد النهائي لهم نحو 8 آلاف أميركي.
وتضم تلك القواعد كتيبة مدفعية ثقيلة غرب العراق، وسرب طائرات "أباتشي" يتولى مهام عديدة، أبرزها حماية بغداد ومناطق تواجد الأميركيين كالمنطقة الخضراء، التي تضم السفارة الأميركية ومطار بغداد الدولي، إضافة إلى أربع طائرات نقل من طراز "تشينوك"، إلى جانب أكثر من 80 طائرة مقاتلة غالبيتها من طراز (أف 16 وأف 18) تنطلق من قاعدتي أنجرليك التركية وقاعدة أخرى بالكويت، وثالثة من حاملة الطائرات جورج واشنطن في مياه الخليج العربي.
وتتواجد تلك القوات باتفاقية مع بغداد أقرها البرلمان العراقي.
القوات الإيرانية
يبلغ عدد القوات الإيرانية ما بين خمسة إلى ستة آلاف عنصر من الحرس الثوري و"الباسيج"، ويتركزون في محافظات ديالى وصلاح الدين وواسط وبابل وبغداد، ضمن قواعد ومعسكرات مليشيا "الحشد الشعبي" العراقية.
وتشارك تلك القوات فعلياً على الأرض بالقتال، إذ بلغ عديد قتلاهم منذ العام 2014 ولغاية سبتمبر/أيلول الماضي 2016، أكثر من 100 قتيل من بينهم 23 ضابطا برتب رفيعة قضى غالبيتهم في صلاح الدين والأنبار.
وتمتلك القوات الإيرانية أسلحة خفيفة ومتوسطة وناقلات مدرعة ودبابات، أبرزها كتيبة دبابات "تي 72 الروسية"، وبطرية صواريخ حرارية من طراز "الميثاق"، وبطرية صواريخ عدد 3 من طراز "شهاب" و"فجر 1"، و200 عربة مصفحة من طراز "فلاق" و"واز"، مخصصة لنقل الجند وتحتوي على سلاح رشاش نوع (32 ملم) إضافة إلى طائرات مراقبة مسيرة تجوب السماء العراقية بشكل مستمر.
ولم تحصل تلك القوات على موافقة البرلمان أو الحكومة، ودخلت بعد أيام من احتلال "داعش" للموصل، وما زالت إلى الآن، وينسب لها القيام بأعمال انتقام طائفية.
قوات المملكة المتحدة البريطانية
وتتواجد فرقة بريطانية خاصة، تقدر بنحو 350 جنديا وخبيرا عسكريا في العراق، يتركزون في أربيل ونينوى، غير أنهم لا يشاركون بأي نشاط قتالي مباشر سوى التدريب، والدعم الجوي واللوجستي، لقوات "البشمركة" الكردية والجيش العراقي.
وتشارك بريطانيا بالعراق جواً عبر 8 طائرات من طراز "تورنادو"، وطائرات مراقبة مختلفة فضلا عن المدمرة "تي بي 45". ويعد تواجد القوات البريطانية رسمي ضمن قوات التحالف الدولي التي وافق البرلمان والحكومة على مشاركته في التصدي لتنظيم "الدولة الإسلامية".
أستراليا
تتواجد القوات الأسترالية تحديداً في إقليم كردستان، بواقع 200 جندي من القوات الخاصة. وتشرف على عمليات دعم وتدريب ورصد إلكتروني لنشاط تنظيم "داعش"، وتجهيز الأكراد بالسلاح.
وتمتلك أستراليا 6 طائرات من طراز "أف 18". وطبيعة تواجدها رسمي من خلال التحالف الدولي.
بلجيكا
وتمتلك بلجيكا 120 مدربا وجنديا في معسكر داخل الأراضي الأردنية الحدودية مع العراق، وفي إقليم كردستان، ومهمتها الرصد والاستطلاع والدعم لعمليات التصدي لـ"داعش" شمال العراق. وتمتلك 6 طائرات من طراز (أف 16) و(فايتنغ فالكون). كما تتواجد بشكل رسمي ضمن التحالف الدولي.
كندا
تتواجد في بغداد وأربيل للدعم والتدريب وتزويد القوات العراقية بالصور الجوية لمواقع تنظيم "داعش"، وعددها الإجمالي 700 جندي وتمتلك 6 طائرات مقاتلة من طراز (أف أي 18). وتواجدها رسمي ضمن التحالف الدولي.
الدنمارك
تمتلك الدنمارك 140 عسكرياً، غالبيتهم غير قتاليين لأغراض التدريب والاستشارة، ولهم قاعدة صغيرة تتقاسمها مع البشمركة الكردية جنوب غرب مدينة أربيل.
وتشارك بسبع طائرات من طراز (أف 16) غالبية طلعاتها في المحور الشمالي والشمالي الغربي من العراق. وطبيعة تواجدها رسمي ضمن التحالف الدولي.
فرنسا
يتواجد نحو 500 جندي وعسكري فرنسي في العراق، ضمن وحدة المهام الفرنسية الخاصة، ويتولى غالبيتهم أعمالا استشارية ورصدا وتقديم دعم استخباري ومعلومات، وتحليل الصور الجوية التي يزودون بها مقاتلات "الرافال" و"الميراج" الفرنسية، والبالغ عددها 15 مقاتلة تغطي السماء الشمالية للعراق والشرقية لسورية المتجاورتين، كما أنها تقوم بتتبع مواطنيها الفرنسيين المنضمين إلى "داعش". وشاركت كتيبة مدفعية ميدان في قصف مواقع التنظيم شمال العراق. وجودها رسمي ضمن قوات التحالف.
ألمانيا
تمتلك ألمانيا 150 عسكرياً، غالبيتهم ضباط؛ وهم جزء من وحدة أوروبية شكلت حديثاً للحرب على الإرهاب، يتنقلون ضمن مقار في بغداد وأربيل في منطقة كويه التي تبعد نحو الحدود الإيرانية نحو (80 كيلومترا).
كما تمتلك معسكر تدريب مفتوح للمتطوعين وأفراد القوات الكردية، وتشرف على دورات وبرامج التعليم على كيفية استعمال الأسلحة الأوروبية التي تقدم بين الحين والآخر للعراق، غالبيتها يتجه إلى إقليم كردستان. وتتواجد القوات الألمانية بصفة رسمي ضمن قوات التحالف.
إيطاليا
لا توجد أي تصريحات رسمية حول العدد الإجمالي للقوات الإيطالية في العراق، إلا أنَّ روما قررت إرسال 450 جندياً العام الماضي مع التحذيرات المتزايدة حول مخاطر انهيار سد الموصل. وتشارك أربع طائرات تورنيدو إيطالية في التحالف الدولي، ونحو 30 عربة مدرعة مدمرة من طراز "بي 1 سيناتور". وهي متواجدة بصفة رسمية ضمن قوات التحالف.
هولندا
تمتلك هولندا نحو 150 جندياً بالوقت الحالي، مهمتهم تدريب الجيش العراقي النظامي ويتواجدون شمال العراق. وتمتلك 6 طائرات (أف 16) ومنظومة صواريخ دفاع جوي من طراز (إم آي إم-104) باتريوت وغالبية عملها لمساعدة "البشمركة". كما أن تواجدها رسمي ضمن قوات التحالف.
تركيا
تمتلك تركيا نحو 600 جندي وعسكري، مهمتهم تدريب القوات الكردية وأبناء عشائر الموصل لقتال تنظيم "داعش" وطرده من الموصل، فضلاً عن حماية حدودها من اختراق حزب "العمال الكردستاني".
تمتلك تركيا أسلحة ومدرعات عسكرية مخصصة لأغراض الدفاع، وحماية معسكرها الواقع في بعشيقة (30 كيلومترا) شمال شرق الموصل.
وهناك جدل في تواجدها، فبينما تعترف حكومة كردستان العراق بالتواجد، وتؤكد أنه رسمي وجاء بطلب من حكومة بغداد، إلا أن بغداد تنكر ذلك وتطالبها بالرحيل عن العراق، وذلك بتحريض روسي إيراني، كما يراه مراقبون.
روسيا
يتواجد عدد غير معروف من العسكريين الروس في بغداد يقدرون بنحو 200 عسكري، وغالبية عملهم استخباري أو تنسيقي بعد استخدام الأجواء العراقية ممراً لقصف المدن السورية عبر بحر قزوين.
وتمتلك روسيا منظومة رادار حديث، شمالي بغداد قرب بلدة التاجي تغطي نحو (400 ألف كيلومتر داخل العراق). وحصلت موسكو على موافقة من الحكومة لتواجدها، غير أن هذه الموافقة لم تعرض على البرلمان.
السويد
تمتلك السويد نحو 40 جندياً، بصفة مستشارين ويعملون إلى جانب القوات العراقية.
النرويج
تمتلك النرويج فريقا عسكريا ما يزال عدده مجهولا في بغداد، إلا أنه استقدم لأغراض دعم وتدريب القوات النظامية.
إسبانيا
يمتلك الإسبان بضع عشرات من القوات في العراق، مهمتهم الأولى تدريب الجيش العراقي، وإعادة تنظيم صفوف القوات المنكسرة أمام "داعش"، كالفرقة العاشرة والثانية والرابعة والخامسة، فضلاً عن الشرطة المحلية الذين يتواجدون في معسكرين ببغداد وشمال العراق.
لا تمتلك تلك القوات أي أسلحة أو معدات ثقيلة ولا غطاء جوي، وهي موجودة بصفة رسمية ضمن قوات التحالف.